- أَنتِ!
- نعم يا عَم. أنا بائعةُ الورد.
- وردٌ ذابلٌ مع وردكِ الجميلِ يا صغيرتي!
- أجل يا عم. لمْ أَستطِعْ بيعَهُ للحشودِ التي مرَّت قربِنا. لمْ يتوقَّفوا للإستراحةّ.
- والباقي.؟
- كما ترى. ها هو أمامك.
- قد يذبل أيضا.
- صحيح. أتشتري وردة؟ تفضل يا عم هذه الوردة.
- أطمئني. وَرْدُكِ سيكون نديا دائما ولن يكفيكِ كلُّ وردِ هذه الأرض. لحظات.. إنتظريني لحظات..إبقي في مكانك ولا تغادري.
- الوردُ. أينَ الوردُ؟ تساءلت الأم..
- إشترى وردةً واختفى وهو يرددُ بحماسٍ كلماتٍ لََم أَفهم صَداها.. صوتٌ واحدُ جعلهُم ينزلون. تجمَّعوا حَولي مُسرِعين. الكلُّ يتوسلُ ليشتري وردةً.
- أمرٌ غريبٌ يا ابنتي.
وَضَعَت الأُمُّ النقودَ في محفظتها. لحظةُ صَمتٍ سادتْ، وصوتٌ طفوليٌّ كَسَرَ حُجبَ الصمتِ. رَفعت ذراعَها وحرَّكَت يدَها راسِمةً قوسًا لدائرةٍ وَهميَّة. أخذت نفسًا عميقًا. حبسته بصدرها لحظاتٍ ثم انفجر صوتٌ ظلَّ صداه يُسمع من بعيد...
مَنْ يَشتري وردةً ينالُ الشهادةَ. مَنْ يَشتري وردةً يَنالُ الشهادة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق