١-غضبتُ منكِ
يا أمي أنّك لم تبلغيني
بأنّني سأكبرُ إلى هذا العمر
مرارا سألتكِ عن الحدِّ
الذي سأصلُ إليه ،
قلتِ باصرارٍ كبير
إني ما زلتُ صغيراً
لا أبلغُ الحلمَ ..
أمام أنظاركِ الشاسعة
قبل عدةِ عقود
أقفزُ مراتٍ ومرات
وأشيرُ الحدَّ بسبابتي
على جدارِ ( الحوش )
أشعرُ إني بلغتُ طولاً تريديه
ثم تجيبين : وما أنا ببالغه .
غادرتِ المكانَ وتراكمَ رمادُ السنين
فوق سوادِ لحيتي ،
تزاحمت الحوادثُ على الطريق ،
ها قد تجاوزتُ المقررَ في نظري
ألا يكفي كي تقنعي
بأنّني لم أبلغَ المرام .
٢-الجدُّ أحيانا
يحفزُّ الأملُ
كذلك البحثُ في صور
( أشخاص قد تعرفهم )
ولو بعضُ الأسماءِ وهمية ،
كان في بالي
أجدكِ معلقةً
تنتظرينَ طلبَ يدِّ صفحتكِ
كأني علّقتُ كلَّ أمنياتي
على مساميرَ صفحتي
وأقولُ في خلجاتِ نفسي
هل يأتي يومٌ فيه
نلتقي على أطرافِ السبابة
ثم نقترفُ نقرةَ ( اللايك ) لبعضنا ،
الظلالُ يقعُ أحيانا
على ورقِ الشحوب
ولا يُرى السطوع ،
عادةً يتلاشى المدى
بأحداقِ الرجاء
فيكون الخيطُ بيدِ سَمِّ الغياب ،
العشبُ ينمو
حينما كانَ الودقُ
على شكلِ هطول
أو تنزُّ من تحتنا ينابيعُ الشوق
وإن اختلفَ الأغصانُ بتأويلِ النزق
توحدها سلالُ الثمار ..
البصرة / ٣٠-٥-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق