ومنذ طفولتنا نكرر القول المأثور "صوموا تصحوا". ولكن.. ما فائدة الامتناع عن الطعام ونحن نأكل بنهم وشراهة عند الافطار وننشغل بالولائم أو ننشغل بالغيبة والنميمة وممارسة الكذب والخداع؟ وما فائدة الصوم ونحن لانفكر بالجائع والمحتاج رغم أننا نحفر للماء فيتدفق النفط. أجل دولنا غنية وشعوبنا فقيرة. وقديما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه " لو كان الفقر رجلا لقتلته." وأيضا الغِنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة."، حيث يشعر الفقير بالضياع والوحدة وهو في وطنه. ومن هذا القول اشتُقَّ مفهوم الضياع alienation في الفكر الديالكتيكي the dialectical materialism theoryالذي يعتقد بأن العامل الإقتصادي هو العامل الاساسي الذي يحرك سلوك الفرد. وللأسف فقد تناسى المسؤولون في دولنا تأسيس بنية اقتصادية رصينة تشكل التركيب التحتي للمجتع infrastructure ضمن برنامج أخلاقي وفق المنهج الرباني لخلق تركيب اجتماعي فوقي Upper structure يشمل جملة العادات والمباديء التي تتماشى مع البنية الاقتصادية الرصينة.
ومع كل ما تقدم، الدنيا لازالت بخير. الكثير الكثير من الناس يتفقد جاره
ويسعى لإعانة الاخرين ضمن منظمات اجتماعية أو جهود فردية. وقد فرض
الدين "الزكاة" وهي تطهير ما نملك بإخراج حصة المحتاجين والمحرومين وأرى أن البعض بل الكثيرين يهب خمس ما يملك معتبرا المال الذي رزقه الله سبحانه وتعالى إليه غنيمة لابد من إشراك الضعفاء فيها. ولايشترط حصر الضعيف بالانسان الجائع، وإنما الذي يحتاج لعلاج طبي حيث المساهمة في شفائه أو مساعدة عائلته على دخول ابنائها المدارس والكليات أو كفالة الأيتام وغيرها من الأساليب المتنوعة. والمجتمع يزدهر ويقاوم الظروف الصعبة إن تراحَمَ أفراده وشاعت المحبة بينهم، وهذا ممكن ضمن نظام اجتماعي يمنع استغلال الانسان لأخيه الإنسان. ولابد لنا من الغور في أعماقنا وتهذيب نفوسنا ومحاسبتها دائما، ولكن الحوار مع النفس ومحاولة تطهيرها يكون أكثر جمالا و فاعلية وبركة في رمضان. أدعوا أحبتي عدم نسيان الضعفاء ومساعدتهم بطريقة ترفع من شأنهم لأن مساعدة الآخرين ومد اليد الحنونة إليهم مطلب سماوي مفروض علينا. لقد تميز الشعب العراقي بالنخوة والسرعة في التراحم ومساعدة الغير. كل رمضان وشعوبنا بألف خير..تحت خيمة المحبة والتآلف والفكر المسؤول الرصين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق