ذات ضحىً دافئ
مالتْ شاهدةٌ نحو اليسارِ قليلا
كأنّها تلاحقُ الغروب ،
تحتَ الرمالِ والتجاويف
ما يُسرُّ الضلوعُ
وما يُحيي عرجونُ الرقود
نبضةٌ واحدةٌ مخزونةٌ
لليومِ الموعود ،
الهواءُ يدورُ كعادته
كبائعِ الطحينِ وقتَ الجوعِ ،
وفيرٌ … والوفرةُ عندَ الطلبِ النزير
يقلّلُ من السعرِ أو ربما بالمجانِ
لا يُشترى ولا يُباع ،
يلفُ … يلف كالحلزون
حولَ الجهات
لا بوصلةَ توجههُ ولا ذراعْ
يبدو طولُ المسافةِ نقطةً
أقلَ من الصفرِ بكثير ،
فعلٌ سقطَ في فخِ المضارعِ والأمرُ مُشاعْ ،
الاستقامةُ رخوةٌ
تسيرُ الاستغاثةُ خائفةً
مشيا على أوتارٍ خامدةٍ
منْ يردُّ الطلبَ ، لا تردّها أكفُّ الردود
الخواءُ يجمعُ القواريرَ مفتّحةَ الرؤوس
بنفسِ الزمانِ هياكلُ أعقابٍ محترقة
وأغلفةٌ متعدّدةُ الاغراض
لديها نفير ،
على الحائطِ المكتظِ
بآثارِ شظايا القصفِ الأول
تتكدسُ الاوجاعُ بمشيئتها
لا تحتاجُ إلى خوابي دموعٍ متحجرة
ولا بوقَ ينظمُ سيرَ الاحاسيس ،
شعورٌ كثيفٌ كلحىً عمياءٍ
تتدلى على الاعناقِ
من دون ان تشتهي العناق
يحاولُ جيشٌ جرارٌ من السطورِ القطافَ ،
النضوجُ زادَ عن الحدّ
الاكتمالُ يعلنُ لونهُ الأخير ،
هيا يا سلالَ المشاعر
كلُّ شيءٍ جاهزٌ
القصيدةُ الآن تتنفسُ الحروفَ
أعتقدُ ، نفعتها قبّلةُ الحياة ..
انطقْ أيّها الشاعرُ الأبكمُ لقد حانت ساعةُ الصفر ..
…………………
البصرة / ١١-٤-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق