————————
حروفي ثكلى مثلكِ يامدينةَ الأحلامِ
وعيناي تغرقان بآلامِ الفقدِ
قلمي مكسورٌ انكسارَ قلبكِ الدافئ ياأميرتي
فاعذريني إنْ استطالَ غيابي و جفَّت غيومي
دماؤكِ تروي البحرَ و تفيضُ شلالاً على اليابسة
تختلطُ مع دماءِ دمشقَ والموصلِ وبغداد
أوصالكِ تتطايرُ كأوراقِ الشجرِ أمام العاصفةِ
والنار ذئبُ جائعٌ يلتهمُ الكنوزَ ولا يشبعُ
كيف أصدِّقُ أن الفيلمَ الأسودَ القديمَ لم ينتهِ
وأنه دلفَ إليكِ بحلةٍ جديدةِ ؟ !
أو كيفَ أصدِّقُ أنَّ تلكَ الشقراءَ البهيَّةَ التي كانت تتكئُ على اليمِّ بهناءٍ
وتسرِّحُ جدائلها على الشطآنِ بحبورٍ، تغرقُ اليومَ في السوادِ والأسى ؟!
أو كيف أصدِّقُ أنَّ قصورَ الماسِ والذهبِ صارت مقابرَ مخيفةً ؟
وأنَّ النجمةَ المتلألئةَ سحراً باتتْ كالليلِ في الظلمةِ
لاتيأسي ياواحةَ الحبِّ ، كفكفي دموعكِ حبيبتي
اجمعي نثاركِ ،وودِّعي شهداءكِ في احتفالٍ مهيب
يامدينةَ الجمالِ ،لاتسقطي في مستنقعِ إهمالهم
او تغرقي في خياناتهم
انهضي من تحت الركام كالفينيقِ ، وخيِّبي آمالهم فتحتَ رمادكِ ألفُ عشتروتَ تزرعُ الحياةِ و توقدُ الجمرَ في الجليدِ
يابرجَ السلامِ لاتسألي لِمَ قتلوكِ ؟ وكيفَ لم ترهم عيناك؟
الثعالبُ لاتزورُ إلا في ثيابِ حمائم
أتعبهم جمالكِ فرموك بنيران حقدهم ،
حسدوكِ لأنك في حلكة الظلمةِ تحملين قنديلَ الضياءِ
ياأختَ بردى و عشقَ قاسيونَ
ياحبِّي الأثيلِ أتدرين لِمَ غدروكُ ؟
لأنَّكِ صوتُ الفنِ و آخرُ نجمةٍ بهيةٍ للعربِ
لأنكِ سيدةُ المدائن و العصيةُ على كلِّ الطامعين
لالاتسألي من أضرمَ النيرانَ في صدركِ ؟
من سفحَ خدكَ الأسيلَ ؟ ومن شوَّه جمالكِ الأنقى ؟
على متن بواخرهم أرسلوا الموتَ بمواقيتَ محددة وظننتها ألعابَ الصبيانِ
وفرزوا الجثثَ مسبقاً، وأحصوا القتلى
و في لحظة الامانِ اغتالوكِ
لم يعلموا أنكِ بلدُ الفينيقِ إنٍ استشهد فيك بطلٌ تنجبين مئات الأبطالِ
وإنْ ماتت فيكِ خميلةٌ تولدين آلاف الخمائل
إنْ ذوت فيك ليمونةٌ تولدين بياراتِ ليمون
لك الحقُ أن تعجبي كيفَ غدروكِ ؟
فالحقدُ أعمى ياحبيبتي
وكذلك عيونُ الجناةِ لاتفرقُ بين الحضارةِ والجهلِ
بين الحمائم والحجرِ
القاتلون وحوشٌ سافرةٌ برداءِ الإنسانيةِ
دعيهم الآن فالشمسُ ستكشفُ أقنعتهم غداً
و لاتبحثي عنهم ،إنهم يرتكبون الجرائمَ خفيةً ومن وراءِ البحار ِ بلا فمٍ ولا لسانٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق