مازلت ألملم شتات لوحاته،
أنفض عنها غبار النسيان
وأعلقها على جدران الصمت
الذي ساد الأجواء و المكان
تهزني الذكرى فأسترسل
اطياف فنونه و وهج ومضاته
المسافرة على أجنحة الهجران
أغوص بمداها البعيد
أفتش عن لمساته و زخات عطره
الفائحة بسحر البيان
أفتش عنه بين اللوحات،
بين ثنايا الخيالات
و بين طيات الأزمان
أتحسس بأناملي بقايا
محبرته و شظايا الألوان
وأبحث عن نبض احساسه
وعزف فؤاده الهيمان
وعن بداية قصة طرّزها
بحاء و باء كانا
بين السطور يتألقان
***
أ يا حبا يكبر في داخلي
رغم الجحود و النكران
و رغم و بعد ما كان
و يا عشقا أزليا
يعانق اليقين والإيمان
سل روحي السجينة بجوفك
هل ترضى بغيرك سجان
و كيف أخفت عنك
أدمع الصبابة و الهوان
وسل نبضي الخافق
بين اوتارك
هل غيّر نغم الخفقان
مازال حبك يا سيدي
يطارد أقداري
و يتبعني كما ظلي
في كل مكان
و مازلت ابحث في تفاصيلك
عن عاشق ولهان
عن نزق مبدع و ريشة فنان
***
إن بي شوقا حارقا كالنار
أشعل مواقد صبري
ونسف قرار الكتمان
جعلني أعاند عقلي،
أخاتل رصانتي
وأعلن عليهما العصيان
بكل ما اتيت من عشق و غرام
لأمضي اليك بهوس و جنون
اسابق حلم فؤادي السكران
كأنني أحتسي من كأس الوجد
خمرة الاشواق بإدمان...
***
وإني هاهنا الآن
عدت لملجئي و ملاذي
ووطني الآمن الذي
اغناني عن كل الأوطان
عدت من منفى أشجاني
أسوق هودج الحنين
و أطوي مسافات الحرمان
تزفني إليك من جديد
مزامير الهوى
تحت وابل من ورود التحنان
***
جئت ادعوك
اعتلاء منابر الاحساس
لتصدح بحب ملك مني
ومنك الوجدان
أتيت ألهمك
من مشكاة الروح و وهج الكيان
و أجعل من بريق أحداقي
منارة تنير دربك
كل ما سكنها اللمعان
كي يسطع نجمك من جديد
في كوكبة العاشقين
و تحلق مع الانوار
في الأفق النشوان
كي ترتقي مدارج الحالمين
وتلتحف رداء الألق و زهو الايام
مازالت فوانيس الامل
تتلألأ في سماء ركح فنون الهيام
و رايات العشق ترفرف عاليا
و تصافح لفحات الفضاء
البهيج بعنفوان
تستجذبني كل مساء
إضاءة خافتة بلون الارجوان
منبعثة من شموع الإنتظار
التي تأبي الإحتراق و الذوبان
و تلتقط عدسة لهفتي
لحظات رائعة لروحين يتوحدان
في جسد واحد يتراقصان
على وقع أهازيج الوصال
و عزف الكمان
فيحفل المشهد
و تكتمل الاركان
***
ليت الحلم ينصفني
و ليتك يا عمري تدركني
قبل فوات الأوان
لا تقف مترددا خلف الستار
و اغمرني شغفا حد الذوبان
أغرقني في بحور الأشعار
و اطربني بشدو الألحان
اتقن رسمي ثانية بكل الافنان
فأنا لوحدي جمهور صفيق للإتقان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق