كدْتُ أنسى الارتواءَ
شحَّتِ الرّغباتُ في سكراتِ الظمأِ ..
الأوجاعُ تُتلِف وترَ النَّايِ وتُمْطرُ بياضَ الّنَّشيجِ ..
ايها السّابحُ في أمواجِ المتاهةِ
مزِّقْ هالةَ الغمُوضِ ،
هبْ لِي شيئًا منْكَ
كيْ أمدَّ عُمْرًا جميلاً لتهدأَ
الجذر مهما سَبَتَ يتأمّلُ مطرًا شفيفًا
يدغدِغُ ليلَ العصَافيرِ
دعْ نعاسَ حاضرِك المُرْبكِ
أراه حلمًا مريضًا
غاب عنه دفءُالأَمْسِ وزقزقةُ الغاباتِ
هو فاقدُ النّفَسِ يمشي والعيونُ شاخصةٌ ،
يركله القدرُ إلى حيث تفِرُّ المراكبُ بنا
عبر المتاهاتِ بضفائرَ ذهبيّةٍ جذلَى
يجرجِرها طوفانٌ يتوه في سفرِ الغروبِ
حيثُ الروحُ عائمةٌ عند مطرٍ شحيحٍ يعكِّر غَفوةَ المزاريبِ
الشمسُ ،حزينةً ، تسترق طمأنينةَ الفجرِ
تُراوِد أزهارَ الشُّروقِ عن نزهةٍ تخلِّد نورَها الأزليَّ ،
عن نهارٍ يصافحُ كفَّ الرّيحِ ...
خُذْ تينِكَ الجناحَيْنِ وحرِّر الشهقةَ المعشِّشةَ في أقصى الأعْماقِ
لا تنتظرْ غيرَ ريحٍ تؤلّف الضّياءَ لروحٍ ولْهَى
في ظمئِك المُضنِي... ألِفَتْكَ صحْرَائِي
جسدًا رتيبَ النَّبْضِ
تعرّى كصخرةٍ في وجهِ صرختِي
لا أحدَ يسألُ عنّي
احترقتْ آمالُ الغدِ
وتوقَّفَتْ عندَ منحدراتٍ فقَدتِ القرارَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق