موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الثاني
شعراء المعاصرة ( 646- 652 )
.
بقلم د. فالح الكيـــلاني
.
( الشـــــــاعرة مــريــــم التــــــرك )
هي مريم بنت أنور بن صالح الترك الارناؤوط ولدت في مدينة( بيروت ) عاصمة لبنان،. وتتلمذت فيها واكملت دراستها الاولية والاعدادية والجامعية في (بيروت )..
احبت الادب :الشعروالقصة منذ صباها وانطلقت مبكرا في عالم الكتابة الشعرية و القصص، و كانت أول تجربة لها و هي في سن الحادية عشرة ، في محاولات شعرية و قصصية, حيث اثمر نبوغها الادبي المبكر فحصلت على اول جائزة ادبية في مجال القصة القصيرة و هي في سن الثالثة عشرة من عمرها .
ومن خلال تعرفي عليها خلال هذه السنوات عرفت ان اهتمامها لم يكن محصورا في الكتابة و الشعر بل تعدته الى ميادين عملية مثل حقوق الإنسان و الدفاع عن هذه الحقوق ،فهي ممثلة لحقوق الانسان في لبنان وعضوة في الاتلاف الدولي لحقوق المراة وممثلة للمنظمة العربية الدولية لحقوق الانسانوتعمل حاليا السكرتير الدولي العام لمفوضية لبنان للدفاع عن الشعوب ومديرة مكتب الورشة الثقافية في لبنان وقد نظمت اليها بعض الابيات الشعرية اقول فيها :
يامريم الترك ان القلب يهواك
بنتا أ حببتها واختا حيث يرعاك
اختاه في القلم الرهيف شباته
سعفات نخل الشوق في ذكراك
ان التوا صل للنفوس دواؤها
يا ربة الشعر ان القلب يهواك
واليك في ظل الوداد وعطره
ازهار نفس تمتزج بشذاك
اهديك من كل الحدائق زهرة
في روعة الشعر البليغ سناك
ومع كل هذه الاهتمامات تبقى شاعرتنا شاعرة عربية انسانية تصوغ قصائدها مزدانة بالرموز والتألق وكانها حلم اليقظة اوخيط الفجرالاول يتسلل شعرها إلى قلوبنا وانفسنا وكثيرا ماعرضت علي بعض قصائدها تقول :
يَا عَاقِرَ القَلبِ
هَذَا قِصَاصُ السَمَاءِ
أَجدَبَت وَاحَاتُكَ
غَادَرَتهَا الحَيَاةُ
وَلَن تُغادرَكَ السَّبعُ الْعِجَافُ
عَشِقتُكَ
كَعِشقِ الْعَرُوسِ لِثَوبِ الزِّفَافِ
تَتَمَايَلُ تِيهًا
بِغَنَجٍ وَكِبرِيَاءٍ
كَالمَجدلِيَةِ
تُشِعُّ هَالَةً مِن نُوُرٍ
أَطبَقَ عَلَيَّ الذُّهُولُ
كُنتَ أُسطُورَتِي
أَمِيرًا بَينَ الرِّجَالِ
تَلَبَّسَكَ غُرُورُ الذَّكَرِ !!!
مَا عَادَت تُغرِيكَ
بِالرِّسوِّ مَرَافِئِي
يَهُوَذَا أَنتَ !!!
صَلَبتَنِي عَلَى خَشَبَةِ الانتِظَارِ
مَهرُ الحَقِيقَةِ صِدقُ الكَلِمَاتِ
عَزَفتُ عَلَى وَتِيرَةِ الزَّمَانِ
لَحنَ النِّسيَانِ
أَرفُضُ البَقَاءَ بَينَ أَقوَاسِكَ
مَسَحَتُ مِن حُرُوفِي الاستِفهَامَ
حِينَ يَنفَضُّ جَمعُكَ
وَيَنطَفئُ خَلَفَ الأفُقِ الأُرجُوَانُ
تَتَوَحَّدُ فِي ظلامِكَ الألوَانُ
تَعدُو خَلَفَ الذِّكرَى
يَرمِيكَ القدَرُ
بَينَ أحضَانِ حَفِيفِ أورَاقِ الْعُمرِ الذَّابِلَةِ
خَلَفَ أَطلاَلِ بَسَاتِينِ الأعمَارِ المَهجُورَةِ
فَقَط أَشبَاحُ النَّدَم
تَكُونُ لَكَ سَميرًا
مريم الترك هي :
عضو إتحاد الكتاب اللبنانيين
عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
رئيسة جمعية الدار الثقافي اللبناني العربي
عضو مجلس أمناء صوت الأرناؤوط العالمي
ممثل المنظمة العربية الدولية لحقوق الإنسان في لبنان.
ممثل منظمة الاحسان لحقوق الإنسان في لبنان
سفير للنوايا الحسنة في شعبة المبدعين العرب
سكرتير دولي عام في الهيئة الدولية للدفاع.
عضو في الإئتلاف الدولي لحقوق المرأة
عضو فخري في مجلس إدارة صحيفة الوطن العربي
مستشارة ثقافية لرابطة إبداع العالم العربي والمهجر.
عضو في رابطة الأدباء العرب
عضو في الإتحاد العالمي للثقافة والأدب
عضو شرف في جمعية المحافظة على البيئة الأردنية.
عضو المجلس الإداري الدولي لجمعية الأمل
عضو النادي الدولي الإجتماعي
عضو البيت الثقافي العربي في الهند
منحت شهادة الدكتوراه الفخرية من المجلس الاعلى للاعلام الفلسطيني عام \ 2015
حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير، منها لقب الأميرة الذهبية للشعر العربي ،وتُرجمت بعض قصائد ها إلى الفرنسية والإنجليزية والتركية .
دواونيها المطبوعة:
موسيقى من بيروت
طائر بلا روح
الثورة في عيون الشعر والشعراء
نبض إمرأة
الأجنحة والكشف
قطاف الروح
تلكم نبوءتي
تجمع قصائدها بين الحداثة والمعاصرة وتشكل صرخة ضد المرض والفقر والجهل والتهميش والتعصب القومي والطائفي ، وفي قصائدها توثق الجمال والحب والحياة بكل معانيها الانسانية فهي تصوغ قصائدها مزدانة بالرمزية والتأنق فتاتي كأنها حلم في اليقظة اوخيط من انوار الفجرالاول تقول :
لاتقطعوا وردي
أو تحرقوا فلي
قلبي كمملكة فتعالوا
في ظلي
بلقيس في اليمن
إزيس في مصر
وجميلة المغرب
يسعين من حولي
ستظل قامتنا
مرفوعة أبدا
إن مات لي بطل
فرايتي بطلي
عربية الأصل
قدسية النسب
وجنتي أرضي في السهل
والجبل
رمالنا در ، وموجنا عطر
قلوبنا نهر كالزبد والعسل
اما قصائدها الوطنية فكثيرة وقد عرضت علي احدى قصائدها بعنوان ( مهلا فلسطين ) فاجزتها :
للارز.. للزيتون.. والرمان
والريح والاشجان والريحان
وسنابل القمح التي اهدت لنا
رمز الكفاح لبهجة الانسان
ما اجمل الزهر البديع بارضها
تهوى الحياة كشقائق النعمان
الله .. كم اهوى نسيم جبالها
فأشمها فتهزني اشجاني
ارض النبوة هل رأيت شهيدها ؟!
ورأيت من جلادها والجاني ؟!
ارض النبوة هل شهدت مسيحها ؟!
يبكي فيرسم بحزنه جدراني ...
ورأيت نزف محمد في ساحها
فتألت كالإسراء والصلبان
من لي بجيش من كنانة عربنا
ليقودها فبحكمة وتواني
مهلا فلسطين الحبيبة مهلة
ستعود ارضك للحب للانسان
واختم بحثي بهذه السطور من شعرها :
هذا العطب في الرّيح
كان يشبهني
لا جناح لحزنكَ كي يغادر
فالسنونوة الوحيدة
تتلو موتها في مروج الجدب
هي أيضا تشبهني
وأنا …
ما خلّفَ الفخ على أصابعه من دماء
ما أتعبَ الأرض من ريش
ما حيّرَ الصّمت من صدى
ثم بكى الطفل عند الجدار …
ومر النهار …
هذا العطب في الرّيح
قوت النّاي في لهفة الجوع
حلم الغبار إلى سعف النخل
وأنا سيدة الظّل
نسيتُ ورودي على شرفة آيلة للغياب
وأحلمُ كي أكمِّلَ روحي ..
وأنْبِتُ قلبي …
قال المغنّي …
إذا مسّتْ الرّيح سنابلها …
عادت سنونوة …
وابتسم الطفل في شهوة الماء
وصلّى النّاي في قلب ليل
وماتت فخاخي ..
وقال المغنّي …
نسيتُ بأني كنتُ أحبكِ
حين مات الربيع
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق