قوله عز من قائل :
((وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد))غافر: ٢٦
تتنوع أساليب الطغاة والهدف واحد .. وتتلون صورهم المستنسخة والأصل واحد .. بشر مهووسون بكرسي التسلط المصنوع من جماجم المعارضين ودماء المظلومين معجون بعرق المحرومين ..فها هو يعقد جلسة استثنائية لمناقشة قضية موسى بعد أن أحس الطاغية أن الخطر يقترب منه فيقول فرعون مظهرا نفسه بمظهر الديمقراطي الذي يستشير .....
فيقول لملأه ((ذروني أقتل موسى )) وكأنه يستأذنهم !!.. منذ متى والطغاة يعرفون مصطلح أخذ الإذن بتصفية المعارضين ؟ منذ متى يسمع الطغاة رأيا غير رأيهم ؟ وإذا كان هذا غريبا فأغرب منه الحجة التي ساقها تبريرا لقتل موسى ((أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)) يالها من سخرية مرّة . أصبح فرعون يخشى من موسى ان يفسد في الأرض .. هكذا تنقلب الموازين هكذا يُستحمر الشعب .. و تزيف الحقيقة ..
لكن السؤال ..
ما الذي جعل فرعون يستأذن ملأه وحتى شعبه إذا كان هناك رأي عام معبأ ومهيأ مسبقا ضد موسى (ع) ؟ إنه الخوف والرعب الداخلي الشعور بالهزيمة التي لا يريد أن يتحملها وحده .. يريد من الجميع مشاركته الهزيمة .. إنها الروح الانهزامية لدى الطغاة يلجئون لشعوبهم أيام محنتهم فقط .. فإذا تبدد خوفهم عادوا لغطرستهم وتجبرهم ودكتاتوريتهم .. و المثير للسخرية أن فرعون قد نسي أنه رب والرب لا يخش ولايخاف ولا يستشير .. فإذا كان حال الرب كذلك فما حال المربوبين !!!
من كتابي / تأملات في احسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق