..خلف الباب الذي
و هو خالٍ
خالٍ تماماً
من المَعنى
و الأيقاع
و الزمن
خرجَ عارياً من بيت قلبِهِ المُقفِر
و حين افترسَهُ عُريُهُ الموحِش
تحسّسَ خطوطَهُ الممسوحة
ملامحَهُ المحذوفة
و بالصوتِ الأخيرِ اللائِذِ
بغُبارِ إرشيفِ روحِهِ
صاحَ .... يا عــــــــررراق
فجاءَ
جاءَت
جِئنَ
جاؤوا
طفولتُهُ الحافيةُ وكركراتُها المحرّمة
دشاديشُها المُمزّقة ُو رغباتُها المُتسلِّخة
مدارسُها المُدرّعَة
و مساطِرُ المعلّمِ والأناشيدُ التي
تنفثُ النيرانَ و القنابلَ و أشلاءَ البشرية
المقابِرُ التي توزعُ قبورَها الداجنة
بموجب الحِصص التموينية
و أمُّهُ التي..وأبوه الذي
..الحَنان الذي لم
..و أحلامُهُ التي لم
إخوتُهُ الذينَ تَتسلّى بِهِم الحَربُ
بين وجباتِ طعامِها الرسمية
و أعداؤه الصادرون بمرسومٍ جمهوري
سنيُّهُ المُلغاةُ
معاركُهُ الصغيرةُ و هزائمُهُ المشهودة
الأحزابُ و الآلهةُ و أنصافهُم
المُخبِرون و الأيدلوجيا و ( التآخي الطبقي ) والـ
سيكارُ الرئيس وشعراؤه
ـ كوناتُهُ ـ المصنّعةُ في مُختبرات العالم الأول
و زنازينُهُ التي تتبعهُ و هو ينفخُ في الصور
نابحةً خلف البيوت التي تُؤوي أبواباً فَرّت من جدرانها
مُطلقةً الرصاصَ على البيت الذي
يفرّ من القطيع
الدماءُ.. الأراملُ.. العويل.. النحيبُ
السبايا .. البقايا.. البغايا
الطائرتُ .. القنابلُ.. العمائمُ
ـ و ليس في جُبّة الشيخ العائدِ من البيت الأبيض
سوى اللهِ و حفنةٍ من صَبايا و صِبْـ
الكواتمُ
و العبوّاتُ
والنفطُ
والـ ..
.......
و لكنّه و هو خالٍ
من المعنى
و الأيقاع
والزمان
.... و المكان
عادَ هلِعا
الى عُمقِهِ الذي طَفا
ساحباً روحَهُ قبلَ أن تتبدّدَ من حافاتِها
مُتَوارِياً خلفَ البابِ الذي
بلا أُكرةٍ
أو مُفتاح
البابِ الذي قضّى حياتَهُ ـ المودعةَ فيه
على سبيل الإعارةـ
و هو ينظرُ الى الحياة
من ثُقبِ
مُفتاحِهِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق