حشاشة وطن شعر : فوزية أمين
لا تذكرة
يا إرم الأنبياء
للتّوق المحفور
وشوماً
على جسدٍ مطمور.
لا خارطةَ
في ذاكرةٍ ثكلى
ضيّعت دليلها
في رحلةٍ تضِجّ رعوداً.
وعلى كتفِ النّهار
نوءُ رؤًى
تلجّ.. تمور..
رجعى.. عقبى
جرحاً متجدّد الإزهار
و لواعجَ
فرادى ؛ حشوداً
تختلج.
في عينيك اللهفى
عواء الريح
ناراً
في مغارة شداد
و بواراً
في جنان عاد.
وها بقايا إرمَ
بعيداً وعن كثبٍ
بين الأحفاد
في حضرة المنايا
عبرةً تلو عبرةٍ
لذي العناد
إن رامها سبيلاً
وانتهج.
أما آن للشّمس
أن تطبع ظلّ الحدس
أن تذرع الذّرى
أن تعبر كوّة الحس؟!
أما آن لطلائع ضوئها
أن تنتشر
وسع أفقٍ
بقدر ما يضيق..
من جهمة الضلال
وارفَ الحياة
حثيثاً..
ينفرج؟!
هذا صدرك المذبّح
بالشجوِ
باللغـوِ
بإخلاف المواعيد
متوّجة سراباً
حُشاشته تنازع
ترتاب.. تؤوب
تنساب.. تذوب
وسع القرحة والصرخة
تصمُد.. تهجُد
"تحمد السّرى"
تمتطي براق وميضها
تشتعل يصبرها
ملء الصّدى
فجراً ينبلج.
فجراً يسري
في انحسار الضباب
في انفلاتِ الوعود
متوجةً يقيناً
في صدور الورى
تَخفُق.. تَشهَق.. تُشرِق
تصدُق.. فتجود بنبيّ
من أمد المروءات
حيثُما يحلّ
تبزغُ البشارة
تسمق..
تشـعّ..
وضاءتُها بالحياة
تمتزج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق