جعل الله تعالى القلب مكمن الإعجاز بعد العقل ورغم أن القلب آلة ميكانيكية أو مضخة عالية الجودة إلا انه يحتوى على أسرار أودعها الله فيه لا نراها لكن نحسها ونشعر بها ، فنحن نحب ونكره بقلوبنا ، نحزن ونفرح بقلوبنا أيضا ، ينشرح القلب عند سماع الخبر السعيد وينقبض إذا ساءت الأمور ويصل القلب الى أقصى درجات التأثر حين نحب ونعشق فتعلو ضرباته وكأنه يريد أن يترك مكانه فى صدورنا !!
كلنا أحببنا وعشقنا وكلنا علت ضربات قلوبنا لكن يا ترى ماهى أغلي دقات القلب عندنا ؟؟؟ أظنها – وهذا يقينى – هى أول دقة من دقاته مع أول حب فى حياتنا وهى تعتبر بداية تفتح إزهاره ووروده وبدء شريان حياته وتدفق دمائه النقية حيث لا نفاق ولا خداع ولا تلون كالحرباء ، إنها دقته الأولى التى تبقى فى وجداننا وتعيش فى عقولنا لا ننساها ولا نسهو عنها ، تظل فى مخيلتنا تطل علينا كلما ضاقت بنا الدنيا أو سئمنا تصرفات البشر من حولنا ، دقة أولى نستدعيها من عقلنا الباطن اذا جرحنا الأصدقاء وتلاعبت بنا النفوس المريضة ، ويا للعجب فهذه الدقة الأولى هى الوحيدة التى لها اسم عندنا !! فقد تكون هذه الدقة هى " سلمى أو نوال أو زينب " وقد تكون " احمد أو مصطفى أو خالد "
هذه الدقة الأولى جميعنا يذكر دقائق تفاصيلها وكيف بدأت وكيف انتهت ، من كان سببا فى بدايتها ومن تآمر على إنهائها ، دقة كالشمعة تضيء ظلمة حياتنا ونركن إليها لنستظل بذكراها ونستنشق عبيرها الأخاذ ونتمتع بلونها الزهى ، وربما يكسوها غبار الحياة لكن سرعان ما ننفض عنها الغبار لنتأملها ونحتضنها ، فجميعنا عاش الدقة الأولى وجميعنا لا ينكرها فآثارها باقية فى ثنايا أعيننا وتحت أهدابنا وفى سراديب تصرفاتنا ولو نظر كلا منا للآخر بعمق لوجد هذه الآثار تلمع كنجم الثريا ولو تأمل كل واحد منا الآخر بقوة لوجد تحت الهدوء وفى الصمت أثرا حتى فى الابتسامة ووقت هطول الدموع ، إنها فعلا دقة واحدة لا ننساها لان القلب لا يدق إلا مرة واحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق