إلى الصديق عبد السلام شحموط
بَعْدَمَا كَانَ الْمَاءُ طِفْلاً غَرِيباً
لُفَّ فِي غُيُومٍ
نَسَجَتْهَا كَفُّ السَّمَاءْ
صَارَ لِلْمَاءِ فِي الْأَرْض أهْلٌ
يَفْرِشُونَ لَهُ الحُقُولَ
كَلَّمَا جَاءَتْ غُنْجَةُ فَوْقَ مَتْنِ الرِّيَاحِ
تَصْحَبُهُ حَبِيباً فِي الشِّتَاءْ.
فَكَيْفَ لَا أَتْرُكُ فِي أَهْلِ الْْمَاءِ قَلْبِي
يَرْوِي عَطَشاً
مَا رَوَاهُ بِئْرُ الشُّعَرَاءْ.؟!
أَتَحْظَى الْقَصِيدَةُ
بِهَمْسَةِ طَلٍّ مِنْ شِفَاهِ النَّدَى
تُنَاجِيهَا هُنَاكَ فِي الْمَدَى
ِلِتُوقِظَ دَاخِلِي وَرْدَ الْبَهَاءْ؟
أَجَابَنِي شَيْخٌ
لِحْيًتُهُ مِنْ بَيَاضِ السَّحَابِ
كَانَ يَعُودُ عَيْناً فِي الصَّبَاحِ:
مَنْ جَاءَ يَدُقُّ بَابَ غُنْجَةَ رَاجِياً
مِنْ جِرَابِ الْعِشْقِ قَطْرَةً
تَفِيضُ الْقُلُوبُ عَلَيْهِ فِي قَرْيَتِنَا
سُيُولاً فِي سَخَاءْ.
(*)أهل الماء: إحدى قرى قبيلة آل سريف شمال المغرب.
(*) غنجة : في الموروث الثقافي الشعبي بمنطقة اجبالة هي فتاة غاية في الجمال أحبها سيد المطر الذي يسكن في السماء بين السحب وأراد الزواج بها، وعندما رفضته قطع الماء عن قريتها لتقبل به لاحقا حتى لا تحرم أهل القرية من نعم المطر. ولذلك كلما تأخر نزول الأمطار في الشتاء كان أطفال القرى الجبلية يخرجون في طقوس ابتهالية مرددين أناشيد يتوسلون من خلالها غنجة أن تأمر عشيقها بإنقاذ قراهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق