يَا للقسوَةِ ،
الأَماكنُ التي تَتَغَيَّرُ دُونَ رحمةٍ ..
لا زالت تُفاجِئني كُلَّ مَرَّةٍ بِأَسلَاكِ الكهرباءِ المُتَدلِّيةِ
بَعدَما كانت تُمَازحُني بِفاكهةٍ قُطُوفُهَا دَانية
شَارِعُنا القَدِيمُ أَكَادُ أَتذَكَّرُه
أَصبحَ كَفَمٍ مُتخَمٍ بالسيَّاراتِ
المساكنُ الجائِعةُ،
أَكَلَت مِن رَصِيفيهِ قَضمَةً كَبيرَة
أراهُما مِن غيرِ شَاربين
لَمْ يَعُد وَاسِعاً حِينَ مَرَرتُ بِهِ بِالأَمْسِ ..
لرُبَّما تَقَلَّصَ بِالبَرْدِ
وَلكِن فِي الحَقيقةِ
انَا الَّذِي تَغَيَّرت ،
حِينَ لامَسَت ذاكِرَتي الذّابِلَة
أَسباباّ شائِعَة
تُشَاطِرُ خَاطِرِي الحَزين
فَكّرتُ في حِينَهَا بِقِلَّةِ رَاتِبي الشَّهرِي ..
لِذلكَ رَأَيتُ الشَّارِعَ ضَيِّقاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق