استنزلت مخلوقا من خارج كوكبنا ... وحملته ب( الخير... المحبة ... السلام ) كعناوين . ،
هذا المخلوق المشع بالحب ... سرعان ما امتطى موجة عملاقة .. واجتاح بلدي .. ساح في الاتجاهات الاربعة .. وقبل ان ابعثه رسولا وشاهدا قلت له :
— أنا خلاياي العصبية تحتضر ... وربما سأعجز عن تناول الطعام بمفردي .. وأود ان أواصل الكتابة الان قبل ان يحل الصمت الأخير ... لذا سارسلك لتحمل لي أخبار الارواح الهائجة في وطني ..
هذا المخلوق الساقط من كوكب آخر ... سبق وأن أخبرته عن أسلافنا الذين كانوا يتسكعون هنا ... والان هاهم الاحفاد يتعثرون بالكوارث ، من كارثة لاخرى ، وكأنهم يزورون التاريخ لاول مرة ..!!
انا الان انتظر خبرا منه .. أريد ان انهي حكايتي ذات النهاية السعيدة .... يحملها الشاهد على شوارعي المحروقة ذات اللون الاسود .. يحملها الى العوالم الاخرى ..
حط علي بجناحيه ذلك المبعوث ، وبدون مقدمات قال لي متعجبا :
— ما هؤلاء البشر ..؟؟؟؟
— مابهم ..؟؟
— كلما مات احدهم قال الان بدأت ... لاوعي مطلق ، .. وعبث محض ..
اجبته :
— سوف يتم محو البيانات لديك .. وأنا سوف لن أوذيك في قصتي .. انت الان رجل بشري مثلنا ، وليس خيالي ، وعليك العثور على قصتي الاخيرة .. ذات النهاية السعيدة .. اذهب الان ، فأنا ما عدت اعرف اهلي ..
طار مرة اخرى .. لا أدري ربما يعتقد هذا المخلوق أن الجنة تبدأ من هنا .
راح سريعا .. وسيتعثر بالاهوال والظلمات في كل زقاق ، وتحت كل حجر .. سيتيه في الظلام المطلق عندنا هو الاخر .. وسيرجع لايعرف حتى اسمه .
بعد زمن عاد الرجل محملا بالحطام كله ، والمتضادات اجمعها وقال لي :
— اعتقد الان بأن النار وليست الجنة تبدأ من هنا ..
أنا وهو ما نراه الان عبارة عن قيم مبعثرة منقوصة من التدين والالحاد معا .. الكل موتى يتحركون بنظام التدمير .. والحرق .. محتجون لا اكثر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق