إلى أ. د. مصطفى يعلى
أَنا هُنا ..
كَما يَقْتَضي
الْمَشْهَدُ الْعاطِفِيّ .
كَيْفَ أبْدَأُ مَعَ أشَدِّ
النِّساءِ عُذوبَةً ؟
تَمْشي وَ لِعَجيزَتِها
عَلى الأرْصِفَةِ
هَسيسُ أمْواجٍ .
وتَراها بِالأبْيَضِ
عَيْنُ قَلْبي !
ألا تتَذَكّرُ اسْمَها
الْحَرَكِيّ أيُّها الْوَقْتُ ؟
مَدينَتي مَنْذورَةٌ
لِلْبُعْدِ كَأنْ لا اسْمَ
لَها ولا رَسْم .
وَأنا مُعْجَبٌ
بِرَغْبَتِها مِثْلُ قُرْطُبَةَ
فِي حُبِّ الإِثْمِ !
بَيْني وبَيْنَها
بُعْدُ إيثاكا وهِي
في عُنُقي سبحة
راهِبٍ خشية
ذوي اللّحى
و اللّصوصِ و قراصنة
البرّ و البحر .
إذْ خَلْفي ..
حِرابٌ و هذا لا
يُدْرِكُه الْمَعْنى
حَتّى أصِلَ !
أوْ كَيْفَ ؟
تَنْهَبُني دونَها أمْداءٌ
بَحْرِيّةٌ وَآمادٌ تَعْوي .
وَراءَها أتَعَرى كَمَجْنونٍ
وأُجاهِرُ بِالْمَحظور!
أَقولُ لها أُحِبُّكِ ..
مَخْموراً بِصَهيلِ جِيّادٍ
وحَتّى قاعِ الأرْضِ
سَوْفَ أُباغِتُكِ
بِهِمّةِ الفحْلِ .
الْوَقْتُ بِها قَدِ
اخْتَمَرَ يانَسْري !
وعَلى طولِ
السّواحِلِ أجلُب
إلَيْها الشّموسَ
وأُسْرِج الأحْصِنَة
إلى الفجر .
تِلْكَ ابْتِسامَتُها
بِالأخْضَرِ ..لَيْسَتْ
إِلاّ ريحاً وأنا
بِها أعْمى !
إذْ فيها أعْشَقُ
وَعَنّي حَكَوْا
مَعَها كما فِي الـ ..
الْخُرافَةِ والأساطيرِ!
أنا أعْمى وفيها
أُتّهَمُ بِاغْتِصابِ
حَياءِ الْخلْخالِ
والرُّكبَتَيْنِ والمسّ
بِغَمّازاتِ الْجَمالِ ..
بأُبّهة الكأس وبالكفر !
مِنْ أجْلِ هذا أُتَّهَمُ
فَمَنْ يَنْقُذُنِي وَ أنا
مُهَدّدٌ بِكَوْثَر الْفَمِ
بِمَذاقِ الْكَرَزِ ..
و نَبْعِها الْمَحْمومِ
ولا حُدودَ لآلائها
الحِسِّيّةِ ومباهجها
الجمالية الْغامِضَةِ
وَما أسْتَنْتِجُهُ
بَيْن الرُّؤْيا والشِّعْرِ .
أنا أتَأمّلُ
الصّورَةَ تَضْحَكُ
و الْكَأْسُ وحْدَها
فِي أُبّهَةِ
احْتِفالِها تُغْري !
تَبْدو مُنْهارَةً مِنْ
شِدّةِ الإقْصاءِ
كأرْملَةِ الْوَطَن .
نَهْداها زائِغانِ
صدْرُها مُتَعَجْرِفٌ
أمامي وَحضْنُها
ساحَةُ أعْراسِ
عَلى ضِفّةِ النّهْرِ .
ولا أحَدَ يَأْبَهُ
لِذلِكَ أوْ هذا
أو يَغارُ ..
عَليْها مِنّـي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق