كلّما يرتدي صدرُ الجوعِ أضلاعنا
نهربُ كما كنّا إلى شفتيك
نقرأ فيهما المعوذتين
من شرِّ ما سبق .
كما كنّا
نمسحُ الجراحَ ببقعةِ أرضٍ
أمست تحلمُ بأقدامِ النجباء
بينما ريشةُ القناعةِ ترسمُ على وجهِ الورود
بسماتٍ لن تزول بذبولِ الندى
أو بمحلول مسحِ البقع .
كما كنّا
نتعلم من العتمةِ كيف نستنطقُ السّماء
ونرجو من الرجاءِ أن يعتقلَ القنوط ،
نتعلمُ من البدرِ التحديقَ في ثقوبِ النجوم
لنرى ما يفعلُ الملاكُ أثناء البزوغ ،
نجدُ أنفسنا عراةً
كنّا قد خلعنا العفةَ
أمامَ عاهراتِ الفضاء ،
يمسُنا مسٌ من غضبِ الضياءِ الحليبي
ساعةَ الشجن
الذي يشعلُ حديثَ الناي
بأغنيةٍ عفا عنها النّهارُ وشرب .
كما كنّا
نقطفُ الألوانَ العبثية
عندما ينضجُ اللّيلُ بنا
وعناقيدُ السهرِ
تتدلى بمئاتٍ من ( سوالف أجدادنا ) ،
المحايدُ منا هو الغافي على أريكةِ الشخير
لا يعلم متى ماتَ البطل .
كما كنّا
نقيسُ جذوعَ النخيلِ بأعمارنا
وكلّما زادَ وزنُ السنين
نقفزُ من الأعذاق
لنلقي تحايا الرُطَبِ
على عجوزِ النحيبِ
وعلى العائدينَ من دونِ حقائب
الذين كانوا كما كنّا يحتفظون
بتموزٍ أبيض لأيلولٍ أسود ..
البصرة/١٣-٧-٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق