يجلسُ ساخرًا على كرسيٍّ من نارٍ، لا يكترثُ لنحيبِ النّسوةِ في العزاءِ ، يرتدُّ النحيبُ في عالمه ضحكاتٍ، والدموعُ أنهاراً من خمرٍ ،أراهُ دونَ سائرِ المتواجدين ..عيونُ الآخرين مغلقةٌ وعيناي تثقبانِ استتارَهُ ببرقع الخبثِ..تحدِّقان بهِ... ما أخبثَهُ من داءٍ...وما أمرَّها من ميتةٍ على يديْهِ.. وبعد سنينَ طوالٍ..أكملَ صيدَه الوفيرَ فاقتنصَ أحبَّتي... الواحد تلوَ الآخر ... وزَّع عليهم رماد مكرِه وارتحلَ ...لكنَّ قهقهاتِه لا زالَ أزيزُها يطنُّ في أذنيَّ... ولا زالَ لهيبُ النّارِ المشتعلةِ من كرسيهِ يلفحُ كياني بوهجِه الشّيطانيِّ،لمْ أسلَمْ منْهُ،إلّا أنّي تغلبْتُ عليهِ بتعاويذي وكشفي.. فأنا الوحيدةُ التي رأتْهُ والوحيدةُ التي..قتلتْهُ.. إلا أنّهُ يولدُ مع كلِّ فجرٍ من جديدٍ .. بضحكاتٍ مجبولةٍ بحمم جهنّم ... ويصطادُ أحبّتي...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق