بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ"
في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى فإن الشكر يمثل جوهر عبادتنا و أساس عبوديتنا .. وللأسف الشديد فإن مفهوم الشكر تعرض كغيره للتسطيح ..
فقد اعتدنا على الشكر اللساني ..تمتمات وألفاظ بصيغ حفظناها .. وهي من مصاديق الشكر ودالة عليه لكنها ليست روح الشكر وجوهره ..
هناك ما يسمى بالشكر العملي والذي لا يمارس بالشكل ولا يظهر على اللسان .. منشأه القلب ومسكنه الروح ..
حين تعلم ان النعمة هي من الله تعالى وتتصرف بها وفق مشيئته ومراده تكون قد مارست شكرا عمليا وان لم ينطق لسانك
فالله تعالى اسمى واجل ان يقتصر شكره بالجوارح ..
و معنى انك علمت النعمة و مراد المنعم فيها ..
تكون قد مارست فعلا عباديا روحيا .. مثلا ..
حين تراقب الله في بصرك ولسانك وكل جوارحك تكتب شاكرا ..
حين تتفكر وتتأمل تكون قد شكرت نعمة العقل ..حين تحترم الطبيعة وقوانينها وما خلق الله عز وجل تكون شكرت خالقها ومسخرها لك ولغيرك ..
و خذ على ذلك شؤون حياتك ..
شكر النعمة في نسبتها الى منعمها وحده بلا شريك له او معه ولو على مستوى ان يخطر ببالك فضلا ان يتمكن في قلبك ..
فالمنعم هو الله وحده وكل ما سواه وسائل تجري على ايديهم نعمته لتصل الينا ..
هذا لا يعني ان لا نشكر الوسائط ومن اجريت النعمة على يدية ..
ولكن ليس شكرا على وجه الاستقلال والسبب المباشر بل على سبيل ان تلك الوسائل سخرها الله لأيصال نعمته ومن هنا جاء في الحديث الشريف من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..باعتبار الناس وجه آخر لنعم الله تعالى وشكرهم هو شكر لله تعالى وليس لذواتهم .. فالكل منه واليه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق