أبحث عن موضوع

الأحد، 2 أغسطس 2015

إنصات إلى صوت القلب ...9 (مسافات الألوان ).................... بقلم : عباس باني المالكي // العراق




كنت أنصت إلى نبض قلبي الذي تسمعه مسافات الحنين إليها حتى صارت دروبي كخراطة شرايين الهواء في تنفسي وكأنها هي سر الهواء في رئتي ..
كنت أسامر صورها كأنها هي فأغيب في حضوري لأمتزج مع طيفها ...
أنظر للمرايا ولا اصدق من انتهاء فسحة المكان في وجودها حولي وأعيد رسم صورها في عيني لأدرك أني مازلت في حضن الوجود الممتد من عيني إلى طيفها و بلا تأشيرة الغياب في الظل والضوء ...
قد أكون أنا خرجت من كل هذه الجدران لأبتعد عن تنفس زمن غيابها لألتصق برسمها
ويصير المكان كلون ذاكرتي وصورها قد طغت في تشجر أحاسيسي الخمس كأنها تناظر زوايا الضوء حولي ...
أنصت إلى نبض قلبي قبل أن تتصدع أوقات الظلال حولي وأكون بلا رؤيا لطيفي وطيفها الذي صار بؤبؤ ارتكاز زمن الغياب في هاجسي ...
أبقى مرابطا كمناشير الاندهاش حين يجنح الوقت خارج دوران عقاربه التي تلدغ الزمن لكي يتوقف عن المضي مسرعا إلى حتمية اللقاء ...
يتعب الزمن من تنهداته لأنه عرف أننا كيف نغسل سماء الغيب بصبرنا ...
نبقى نراقب عصور الملائكة التي كانت الشاهد على انتظارنا في أبدية الحضور ..
ندرك أن الزمن ما هو إلا شبح يجمع أقداره من ليل غيابه في جرح الدنيا ليفرق خطا العامرين بالأبد ...
أعرف أن كل الطرق موصله إليها لكن من يدلنا على عمرنا الذي ضاع في أحراش الدروب التي سرقت عمرنا لأننا علقنا أرواحنا على شجرة البياض وأن الطريق لأرواحنا لا يمر إلا من خلالنا ..
حتى الليل يأتي حزينا دون وهج القمر الذي صار كالاحتراق في دروبي إليها..
ليس أنا من تخذله المسافة ولكني عاندت بقايا الحنين بين أضلاعي لكي لا يتحول إلى حلم يدمن ذاكرة الغياب دون الحضور بين أنسام فصولي إليها ...
دائما تقول لا تكفر وهي شريكة نفسي عندما أرفع يدي إلى السماء , لأني أمنت أن روح البياض لا تتبدل مع تغير أثواب الأيام في مسافات الألوان ..
كم حاولت الأعوام أن تستبيح خطواتنا في حلمنا الموشوم في توأم أرواحنا كالنهارات في طوع السنين والأيام ..
صرت أؤمن أني أحب حضورها أكثر من امتلاكي إلى الأيام وقد زرعت حنيني في مسامات الهواء لكي يلامس وجها في كل حين ...
أشعر أنها في قبل أن أولد و باقية في بعد أن ينهزم الجسد ويدخل عصور التراب...
أشعر أنها أنا في عثوري على وجه أشيائي التي كنت أفتقدها واتخذت من عينيها سماءا تلوذ بهما ...
فأنا أريد روحها أكثر من الأغصان التي تمد يديها إليها فكل المواسم هي فصولها ...
تعالي عمري فصولي بأشجارك لكي أرى الفردوس في كفيك ... تعالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق