* حرارة الصيف تصيبنى بالإجهاد والعصبية معا لذلك حين أسير فى الشارع أحاول أن انظر للأرض تحت قدمى ربما لأخفف من عصبيتى ومن الإجهاد ، هذا ما كنت أظنه مما يجعلنى لا انتبه فى أحايين كثيرة أثناء السير ! لكن السيارة القديمة التى وقفت بجوارى فى هذا اليوم وصوت سائقها وهو ينادينى باسمي جعلنى انتبـه رغما عنى واندفع تجاهـه لاحتضنه بشوق كبير ، فى وسط الحديث عن الأهل اخبرني أن زوجته فى المستشفى من أيام حيث أجريت لها عملية جراحية بسيطة ، ورغم أنى لم أشاهد " مديحه " زوجته من قبل فقد قمت فى اليوم التالى بزيارتها فى المستشفى مستدلا عليها من وجود والدته معها .
كانت مديحه سمراء نحيلة تمتاز بقسمات وجه حانية وان كانت نظراتها ثاقبة نافذه !! مكثت معها بضع دقائق ولما هممت بالانصراف أجبرتني تعليمات الطبيب بالسماح بخروجها على مرافقتها إلى المنزل حيث انصرفت على وعد بزيارتها فيما بعد .
توطدت علاقتى بمديحه كثيرا ، وأنا أتناول الغداء عندها قالت لى فجأة : هويدا بتسلم عليك ! لقد اتصلت بى هاتفيا للاطمئنان وحين أخبرتها انك كنت معى طلبت منى إبلاغك السلام !! تعمدت عدم إظهار اهتمامي بقولها لكنها عادت لتسألنى : أليست هى من وددت الزواج منها ؟؟ ، أدركت إنها تعرف عنى أكثر مما يجب وهذا اكرهه فانا لا أحب أن يعرف احد شيء من حياتى لأنها عبارة عن هضاب ووديان فيها من الحيرة والسراديب أكثر مما فى حياة الآخرين !!
كانت هويدا بالنسبة لى هى العشق الأبدي ، وملتقى الجنون والشجون معا ، عشقت فيها بساطة الروح وعزة النفس وصدق المشاعر ، كانت تهبنى الأمل فى الحياة وأنا اسكب فى عينيها حلم العمر الذى ما زال فى علم الغيب ، كنت أتلمس عبق الزهور فى ابتسامتها وأهرب من هجـير الدنيا الى ظلال ضحكتها ، وحين اعتقلت أثناء ثورة الجياع كان طيفها يؤنس وحدتى وأنا قابع فى ظلمة الزنزانة ، وبعد خروجى تداخلت الظروف فى بعضها البعض ، ففى الوقت الذى كنت افتخر وأتباهى بوطنيتي كان غيرى يتباهى برصيده البنكى وفى النهاية فاز صاحب المال وأرغمت هى على القبول فأصبحت الدنيا جحيما لا يطاق لكلينا .
استأذنت من مديحه وعند الباب رايتها تمط شفتيها وهى تقول : " أنت رجل مجنون ؟ كلهم يقولون ذلك عنك " ضحكت من قولها فمن سبقوها اتهمونى بالشيوعية رغم إنهم لا يعرفون الفرق بين من هو شيوعى ومن هو شيعى !! .
ذات مساء جلست مديحه بجوارى تروى لى شيئا عن حياتها ، لاحظت إنها تحاول الالتصاق بى فنظرت إليها فوجدت آثار حيوان ثائر فى عينيها وتحت ملابسها التى فى لون البحر ورغم إننى اعتبرها صديقة لكننى فى تلك اللحظات وجدت " الأنثى " تتحرك داخلها ، قرأت ذلك فى ارتباكها وطريقة جلوسها التى تستنفر رجولتى ، فقلت وأنا أشير إليها : اعشق موج البحر فى ملابسك ! أثارتها الكلمات فأزاحت قليلا من موج البحر عن الرمال السمراء فبدت اللوحة أكثر إشراقا !!! جذبتنى من يدى ورغم أنى لست ( يوسف الصديق ) فقد ألقيت بيدها بعيدا واتجهت إلى باب البيت وهى تصرخ من خلفى قائلة : " هويدا أحسن منى فى إيه " أدركت إن مديحه لا تعرف إن مابينى وبين هويدا هو الحب وليس الرغبة ، فهويدا لم تكن يوما " زليخة " .
اتصلت بى هويدا لتخبرنى إنها ستأتى الأسبوع المقبل وتطلب منى أن ألقاها عند مديحه ، تتشابك الخيوط فى رأسي ، وبدأت أخشى هذا اللقاء ورغم ذلك ذهبت فى الموعد لالتقى بمديحه فى صالة البيت وقد اتقدت عيناها وظهرت مخالبها فأتودد إليها علها ترضى وتهدا ، تنادى على هويدا وكأنها تتعجل الحرب ، امسك بيد هويدا وانظر الى عينيها طويلا وكأنى أفتش عن عمرا ضاع ، أو اقرأ مستقبل آت ، اشعر كأني فى منطقة استوائية حرارتها تتعدى المائة درجة مئوية مابين غضب مكتوم لمديحه وشوق هادر لهويدا ، نجلس جميعنا فربما يخفف الجلوس من حدة البراكين المتقدة .
فى المساء نجتمع ثلاثتنا عند الشاطئ ، تهمس هويدا :
• مديحه تغيرت كثيرا !! أراها لا ترغب فى وجودي ؟!!
• لا تشغلى بالك بها .
• سأرحل غدا !!
فرجوتها أن تبقى أيام أخرى لكنها تتمسك بالرحيل ، اشعر داخلى بالهزيمة فها هى مديحه تنجح فى سعيها وتجبر هويدا على الرحيل وتغلى الدماء فى عروقى ويزداد حنقى عليها وفى تلك الأثناء تأتى وتجلس قبالتنا وكأنها تتحدانا فانظر إليها بغيظ وأرى ابتسامة صفراء على شفتيها ، فأقرر الانصراف على أمل اللقاء فى الغد فتطلب منى هويدا أن أرافقهما حتى البيت ، نمشى فى صمت وكأننا فى موكب جنائزى .
أقضى ليلتى قلقا تتجاذبني أفكار شتى ، واسأل نفسى " هل تنتصر الطهارة على غيرها ؟ وهل يفوز الحب على الرغبة ؟ والى متى ستبقى ( زليخة ) فى حياتنا ؟؟؟! " ، فى صباح اليوم التالى استنهض نفسى رغما عنى واذهب لوداع هويدا فأجدها قد رحلت وبقيت مديحه بلا موج ازرق أو رمال ناعمة .
تمت ،،،،،
عبد الغنى أبو عريف
كانت مديحه سمراء نحيلة تمتاز بقسمات وجه حانية وان كانت نظراتها ثاقبة نافذه !! مكثت معها بضع دقائق ولما هممت بالانصراف أجبرتني تعليمات الطبيب بالسماح بخروجها على مرافقتها إلى المنزل حيث انصرفت على وعد بزيارتها فيما بعد .
توطدت علاقتى بمديحه كثيرا ، وأنا أتناول الغداء عندها قالت لى فجأة : هويدا بتسلم عليك ! لقد اتصلت بى هاتفيا للاطمئنان وحين أخبرتها انك كنت معى طلبت منى إبلاغك السلام !! تعمدت عدم إظهار اهتمامي بقولها لكنها عادت لتسألنى : أليست هى من وددت الزواج منها ؟؟ ، أدركت إنها تعرف عنى أكثر مما يجب وهذا اكرهه فانا لا أحب أن يعرف احد شيء من حياتى لأنها عبارة عن هضاب ووديان فيها من الحيرة والسراديب أكثر مما فى حياة الآخرين !!
كانت هويدا بالنسبة لى هى العشق الأبدي ، وملتقى الجنون والشجون معا ، عشقت فيها بساطة الروح وعزة النفس وصدق المشاعر ، كانت تهبنى الأمل فى الحياة وأنا اسكب فى عينيها حلم العمر الذى ما زال فى علم الغيب ، كنت أتلمس عبق الزهور فى ابتسامتها وأهرب من هجـير الدنيا الى ظلال ضحكتها ، وحين اعتقلت أثناء ثورة الجياع كان طيفها يؤنس وحدتى وأنا قابع فى ظلمة الزنزانة ، وبعد خروجى تداخلت الظروف فى بعضها البعض ، ففى الوقت الذى كنت افتخر وأتباهى بوطنيتي كان غيرى يتباهى برصيده البنكى وفى النهاية فاز صاحب المال وأرغمت هى على القبول فأصبحت الدنيا جحيما لا يطاق لكلينا .
استأذنت من مديحه وعند الباب رايتها تمط شفتيها وهى تقول : " أنت رجل مجنون ؟ كلهم يقولون ذلك عنك " ضحكت من قولها فمن سبقوها اتهمونى بالشيوعية رغم إنهم لا يعرفون الفرق بين من هو شيوعى ومن هو شيعى !! .
ذات مساء جلست مديحه بجوارى تروى لى شيئا عن حياتها ، لاحظت إنها تحاول الالتصاق بى فنظرت إليها فوجدت آثار حيوان ثائر فى عينيها وتحت ملابسها التى فى لون البحر ورغم إننى اعتبرها صديقة لكننى فى تلك اللحظات وجدت " الأنثى " تتحرك داخلها ، قرأت ذلك فى ارتباكها وطريقة جلوسها التى تستنفر رجولتى ، فقلت وأنا أشير إليها : اعشق موج البحر فى ملابسك ! أثارتها الكلمات فأزاحت قليلا من موج البحر عن الرمال السمراء فبدت اللوحة أكثر إشراقا !!! جذبتنى من يدى ورغم أنى لست ( يوسف الصديق ) فقد ألقيت بيدها بعيدا واتجهت إلى باب البيت وهى تصرخ من خلفى قائلة : " هويدا أحسن منى فى إيه " أدركت إن مديحه لا تعرف إن مابينى وبين هويدا هو الحب وليس الرغبة ، فهويدا لم تكن يوما " زليخة " .
اتصلت بى هويدا لتخبرنى إنها ستأتى الأسبوع المقبل وتطلب منى أن ألقاها عند مديحه ، تتشابك الخيوط فى رأسي ، وبدأت أخشى هذا اللقاء ورغم ذلك ذهبت فى الموعد لالتقى بمديحه فى صالة البيت وقد اتقدت عيناها وظهرت مخالبها فأتودد إليها علها ترضى وتهدا ، تنادى على هويدا وكأنها تتعجل الحرب ، امسك بيد هويدا وانظر الى عينيها طويلا وكأنى أفتش عن عمرا ضاع ، أو اقرأ مستقبل آت ، اشعر كأني فى منطقة استوائية حرارتها تتعدى المائة درجة مئوية مابين غضب مكتوم لمديحه وشوق هادر لهويدا ، نجلس جميعنا فربما يخفف الجلوس من حدة البراكين المتقدة .
فى المساء نجتمع ثلاثتنا عند الشاطئ ، تهمس هويدا :
• مديحه تغيرت كثيرا !! أراها لا ترغب فى وجودي ؟!!
• لا تشغلى بالك بها .
• سأرحل غدا !!
فرجوتها أن تبقى أيام أخرى لكنها تتمسك بالرحيل ، اشعر داخلى بالهزيمة فها هى مديحه تنجح فى سعيها وتجبر هويدا على الرحيل وتغلى الدماء فى عروقى ويزداد حنقى عليها وفى تلك الأثناء تأتى وتجلس قبالتنا وكأنها تتحدانا فانظر إليها بغيظ وأرى ابتسامة صفراء على شفتيها ، فأقرر الانصراف على أمل اللقاء فى الغد فتطلب منى هويدا أن أرافقهما حتى البيت ، نمشى فى صمت وكأننا فى موكب جنائزى .
أقضى ليلتى قلقا تتجاذبني أفكار شتى ، واسأل نفسى " هل تنتصر الطهارة على غيرها ؟ وهل يفوز الحب على الرغبة ؟ والى متى ستبقى ( زليخة ) فى حياتنا ؟؟؟! " ، فى صباح اليوم التالى استنهض نفسى رغما عنى واذهب لوداع هويدا فأجدها قد رحلت وبقيت مديحه بلا موج ازرق أو رمال ناعمة .
تمت ،،،،،
عبد الغنى أبو عريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق