كل شيء كان يُكتب بهدوء في تلك اللحظة؛ مأساة صغيرة تُضاف إلى ذاكرة الزمن، وخيمة مهترئة تصير شاهدًا على صبر لم يختره أصحابه، ولكنهم أتقنوا احتماله.
في الوحلِ خيمتُهم، والريحُ تنتحبُ
كأنها الأرضُ بالأحزانِ تلتهبُ
مطرٌ يَسوقُ الغمامَ نحوَ مأساتهم
والبردُ يَغرسُ في الأرواحِ ما يَثقبُ
طفلٌ يُخبئُ في الأحضانِ أنفاسَهُ
كأنما الخوفُ في عينيهِ يَضطربُ
وأمُّهُ.. جَفنُها سهرانُ من وَجَعٍ
كأنَّ دَمعَ الأسى في صَمتِها يَسكبُ
والأبُ مُثقَلُهُ الصَّبرُ الذي وَهَنَتْ
خطاهُ.. بينَ رُكامِ الحلمِ يَغتربُ
يا خيمةَ الصبرِ، في أرجائِكِ أملٌ
بأن يَعودَ غدٌ بالدفءِ يَنقلبُ
فالموتُ يَركضُ في الأوحالِ، لا جَسدٌ
سيسقطُ اليومَ ما دامَ الرضا يُعصِبُ
يا ربُّ.. إنَّ القلوبَ الآنَ ضامئةٌ
فَاسقِ الشقاءَ بفيضِ النورِ يَنشَطِبُ
فالعيشُ ليس لهم.. لكنهم حَفروا
في الطينِ مجدَ حياةٍ لم يَكُنْ كذبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق