خذوا عنّي قلبي
انقذوني من جنونِهِ
ما عُدتُ أتعايشُ معهُ
ولا أتمنّى أيَّ ارتباطٍ بهِ
هو غبيٌّ أحمقُ
مازالَ يتصرَّفُ كالأطفالِ
تُغريهِ وردةٌ
ويركضُ خلفَ فراشةٍ
ويحلُمُ أن يصطادَ النّدى
مازالَ يعدُّ النّجومَ ويخطىء
يحاولُ أن يتعلَّقَ بغيمةٍ
خذوهُ عنّي أرجوكم
قبلَ أن يتسبَّبَ لي بفضيحةٍ
أنا رجلٌ تجاوزتُ الخمسين
وقلبي بَعدُ يهفو للحبِّ
لا يراعي ما أنا فيهِ
يطمعُ بعشقٍ أسطوريّ
لفتاةٍ عذبةٍ كضوءِ الصّبحِ
أحلى من همسِ الياسمينِ
يسكنُ في صوتِها حفيفُ الأماني
يُقَبِّل القمرُ يدَها كلَّ مساءٍ
وينحني أمامَها الليلُ
كخادمٍ مُطيعٍ
والمرايا تشعلُ لِفتنتها
شموعَ عطرٍ
خذوهُ عنّي بحقِّ القلوب
أفعالُهُ لا تناسبُني طائشةٌ
أنا رجلٌ وقورٌ
وكلُّكُم تشهدونَ
وقلبي كالصِّبيانِ مسكونٌ بالتَّوقِ
لا يحسبُ حسابَ الأقاويلِ
ولا يقيمُ لكم أيَّ وزن
هو يسخرُ منكم دائماً
يسمّيكم بالجثثِ الدّمى
عندَهُ لا اعتبارَ للتقاليدِ
ولا للحكمةِ
سيعشقُ بالرّغمِ منّي ومنكم
وسيكتبُ الشِّعرُ
ويرسلُ المكاتيبَ والوردَ
ويغامرُ تحتَ جنحِ الليلِ
ينتظرُ تحتَ المطرِ
يصفّرُ يعطي الإشاراتِ
يلوِّحُ بمناديلِ الشّوقِ
لا يعترفُ بسنواتِ عمري
ولا يعتقدُ أنَّ الصّلعةَ سببٌ يكفي
أو تساقطَ الأسنانِ ذو أهمّيّة
ولا وهنَ الخُطى
يجرّني خلفَهُ خَاروفاً للذّبحِ
يستعجلُني بصراخِهِ الهادرِ
يقسِمُ لي بأغلظِ الإيمانِ
سيبقى عاشقاً
حتّى لحظة الموتِ
لا أنا ولا أنتم
ولا كلُّ أهلِ الأرضِ
قادرونَ عليهِ
فاعذروا حبّي لا تستغربوا
أنا عاشقٌ ياسادة
عاشقٌ حتّى العظمِ
حتّى التّضحية والموت
أحبُّها
وأحبُّ مَن يحبُّها
وأكرَهُ كلَّ من يحتجّ
ويحاولُ إبعادي عنها
سأموتُ بينَ أحضانِها
وأكونُ قد قبَّلتُها
من ثغرِها من عنقِها
من ترابِها وجذورِ مجدِها
حبيبتي نعم
رغمَ أنوفِ القَتَلَةِ
حلبُ فتاةُ الضّوءِ
ووردةُ التّاريخِ السّحيقِ
أُمُّ الحبِّ *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق