تزورُني الْحَمامَةُ..
وَفي النّوْم تَحْتلّ عيْنيّ.
ما زال حُبّي لَها مَطَراً
وَبِالْقارِ طَلَوْا..
نَهْدَها الْمُحْتَشِمَ.
بَيْني وبَيْنها..
آلافُ الْجنازِرِ آلاف
الفَراشاتِ الْمُمزّقةِ..
نوافيرُ دَمٍ وحَناجِرُ
مَلْغومَةٌ بالسّلاسِلِ
وَالأحْجار..
كَعَويل ريحٍ بُحَّ
صُراخُها الطّفْلُ
في غُرْبةٍ..
لِعِطْرِها في
حَياتي الأسْبَقِيّةُ.
أنا قانا تَهُزّني ..
أجْراسُ قانا وَهِيَ
في الْمَوانئِ.
أنا مَنْ أنا يا تُرى
في الوُجودِ وَفي
مُدُنِ الْمِلْحِ مِنْ
لَحْمِ قانا ؟!
أنا ضفائِرُها الْمَحْروقةُ.
كُلّنا مَعْنِيّونَ..
كان ثَمَةَ أطْفالٌ
لَنا في الْغارَةِ.
هذِه الْمومِسُ
الْخَفِرَةُ لا تَكِلُ
جَسَدها العَسْكرِيّينَ
فالْحِقدُ كانَ أظرى
وَإلَى الآن..
يَفوحُ شُواؤُها
الْمَعْجونُ في جِراحي!
هذه قَصيدَتي الْمُحَطّمةُ.
إلى اَلآن أرى
في حَقْوِها بَعضَ
كِبْرِياءٍ تَحْتَ
ضوْءِ القَنابِلِ.
رغْمَ هُزالِ
الجِذْعِ دَمُها سَرْبَلَ
بالأحْمر الْحُقولَ.
حتّى لا تَطيرَ
الْحمامَةُ حَدَثَ
هذا بِمُواطَأةِ تِمْثالِ
الْحُرّيةِ وتَحْتَ أعْيُنِ
الْجرْنيكا الّتي..
كانَت هُناكَ مُعَلّقةً.
كثيراً ما خَذَلْنا..
مرْمَرَها الأعْزلَ.
وَلأِنّها الأنْقى حتّى
اللّهُ اقْتَرَفَ مَعَها في
الْجَحيمِ الْخَطيئةَ.
كَمْ هُوَ حَزينٌ في
القصَبِ ..
وَطَنُها الْمَنْزوفُ.
كَم هوَ حارٌّ..
هذا الْمَشْهَدُ مِنْ
(عناقيدِ الغَضبِ)
الْحامِضِ في ..
قانا تَحْت نَحيبِ
الصّوامِع وَالأجْراس.
مِن هذهِ الكُوَةِ
أُطِلُّ عَلى قانا..
فيُبْهِرُني الكُحْل.
مِن هُنا أجوسُ
ألَقَها الرّحْبَ.
وَتِلْكَ يَدُها أسْفلَ
الْجيدِ تتَلَمّسُ عَقيقَها
الْمَوْصوفَ في
أسْواقِ تونِسَ .
عَزَلوها بالسّنْطِ عَنّي
أرْهقَني الوَميضُ ..
تَرْتَدي شالَ حَريرٍ
مُخَرّماً مِن سورِيّةَ.
وَكأيِّلَةِ الْخَلاءِ..
تبْزغُ في فَراغٍ.
ها هِي تُولَد في
بَرِّيَّةِ روحي كَشَمْس.
امْتَدحَتْ كُلُّ الفُنونِ
وَقْفتَها الشُّجاعَةَ.
إنّه لَفَخارٌ لِي أنْ
أتَقَصّى زُمُرُّدَها
الأصيلَ كَمَغيبٍ.
قانا هذهِ مَرْثاتُنا في
العَواصِمِ بِعِدّةِ لُغاتٍ.
لَها في كُلّ المحَطّاتِ
وَجْهُ بِينيلوب.
وَبعَيْنَيْ زَرْقاء تُطِلُّ
نَهاراً كَمَنارَةٍ..
تَرى ما توعَدونَ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق