"في مثل هذا اليوم من عام 1948، اعتمدت الأمم المتحدة مجموعة عالمية من حقوق الإنسان، تنطبق على جميع البشر، ويسعدنا أن نحتفل بهذا الإنجاز، من أجل عالم ينعم بمزيد من الحرية والمساواة".
................
هذه المقدمة التي أتحفنا بها عمنا مارك، ليذكِّر أهل العالم الافتراضي، بما يدور في العالم الواقعي، ويؤكد أن الحقيقة أغرب من الخيال، إن جازت المقارنة...!
فبأي يوم، وأي عالم، وأي حقوق، وأي إنسان، يحتفل العالم؟!
................
باليوم الذي أصبح كغيره من الأيام، بل أسوأ؟!
بالعالم الذي يأكل فيه القوي الضعيف؟!
بالحقوق التي لا واجبات تقابلها، ولمن يملك تارة، ويحكم أخرى؟!
بالإنسان، الذي اتخذوه وقوداً لحربٍ لا ناقة له فيها ولا جمل؟!
................
الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، هذا العام، لا يختلف عمَّا سبقه، على جثث الأبرياء، ودموع الثكالى والأرامل، والمشردين، والمهجرين، ومَنْ يبحثون عن مأوى، بعدما افترشوا الأرض، والتحفوا السماء، في بردٍ لا يرحم، وعالم يكتفي بالصراخ والعويل، والبكاء على أطلال الإنسانية...!
................
الاحتفال باليوم العالمي ، سُبة في جبين عالمٍ يدعي التحضُّر، ويزعم أنه عالم أول، وسواه عالم ثانٍ، أو ثالث، أو نامٍ أو نائم، وكلهم في الظلم سواء، وفي القتل لا فرق بينهم، وفي الدمار يتنافسون، والفناء يتنازعون، وبالاستبداد والإذلال والقمع يتباهون...!
................
أما عبارة: "يسعدنا أن نحتفل بهذا الإنجاز، من أجل عالم ينعم بمزيد من الحرية والمساواة" فمن المضحكات المبكيات، التي تجعل الحليم حيراناً، وتؤكد أن الاحتفال بهذا الإنجاز، يجب أن يكون بالدم والدمع، على إنسانية ولى زمانها، إن جاز التعبير، وإنسان في غرفة الإنعاش، إن عاش...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق