كان والدها قد وقّع عقدا – تحت الاكراه – مع البلاط الملكي, لاحتكار دموع ابنته الوحيدة مدى الحياة.
لم يكن دمعها كما بقية الخلق و الا ما كان البلاط الملكي ليتجشم عناء السؤال عنها, فهي مواطنة بسيطة جدا و ما كان أبوها غير حطّاب بسيط, كل دمعة كانت تذرفها هي عبارة عن لؤلؤة ثمينة جدا.
الملك ما يزال يشعر بالاهانة, لأن اسمه اقترن باسم حطّاب (وضيع) حسب التصنيفات و البروتوكلات, فضلا عن الشرط العسير الذي فرضه والد البكّاءة على المملكة, اذ تضمن عقد احتكار الدمع توفير المأوى و الطعام فقط, مع انهما لم يكونا بمستوى ما يقدم لكلاب الصيد أو الحراسة.
ذات مساء أطلّ العشق على عيني الفتاة, فارتعشت و شعرت بنشوة غريبة تداعب روحها البريئة, غير أن البكاء قد استعصى عليها منذ الارتعاشة الأولى, فقالت لحبيبها :
أستحلفك بي, هلّا تركتني و أعدتني سيرتي الأولى, أنا منذورة للمملكة منذ صغري, و بلا دموعي سينهار ملكنا و ها أنك قد سحرتني فانقطع دمعي.
فرد الحبيب قائلا :
المملكة التي تقتات من دمعك لا تستحق الحياة و البلاط الذي يحرمك حق الحب هو مرتع الخراب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق