أبحث عن موضوع

الأحد، 25 يناير 2015

تأملات في احسن القصص ... في رحاب قصة نبي الله صالح (عليه السلام)......... بقلم الكاتب : جواد الحجاج /// العراق



في رحاب قصة نبي الله صالح (عليه السلام)
قوله عز من قائل :
((قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب)) هود: ٦٢
حين ينحرف المجتمع ويسلك سبيل الانحطاط ..تبدل القيم الصالحة وتحل محلها مفاهيم فاسدة فيكون الانحراف هو الأصل وقيم العدل والأنصاف هي الاستثناء الذي يجب أن يحارب .. عندها يكون مقياس التقييم الاجتماعي هو أهواء نفسية ورغبات شاذة فالأصلح والأكثر احتراما هو ما تماشى مع تلك الأهواء وما تعارض فهو الأسوأ وان حمل مبادئ السماء .. لقد كان صالح مرجو فيهم قبل أن يأتيه أمر الله بالدعوة ويأملون فيه ان يكون من أشراف القوم وفق مفهوم الشرف لديهم .. ولكن بعد أن أعلن دعوته بعبادة الواحد الأحد وأمرهم بترك عبادة ما دونه صار غير مرجو فيهم..انه المنطق المقلوب في كل زمان ومكان ..
هو درس مواساة يغرس في النفوس ثقافة الثبات على المبدأ ...
وهناك مغزى اخر لا يقل اهمية :
ان المجتمع حين يعطي ميزة اجتماعية لاحد افراده فلذلك ثمن وهو السير وفق المزاج الجمعي والوقوف بوجه هذا المد الهائل للرأي العام ...
هذة القضية صعبة للغاية وتحتاج الى شجاعة خاصة ...
فكم من مصلح وصالح وقع اسير هذا الطوق الاجتماعي و شعر بالعجز من الانفلات منه فهو بين خيارين :
اما الوقوف بوجه المزاج العام المنحرف والمواجهة و تصحيح المفاهيم والثمن فقدان الميزات الاجتماعية او مسايرة الانحراف ومداهنتة والاحتفاظ بتلك الميزات والثمن هو خسران الذات وخيانة الامانة وهو اسوأ مصير يواجه الداعية ..
جواد الحجاج / تأملات في احسن القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق