تجري التحضيرات في مدينة ديربورن – ميشيغن لتنظيم الحفل التأبيني الذي
سينُظم في الايام القليلة القادمة على إحدى قاعات المراكز الثقافية في
ديربورن تكريما ً لفنان الشعب فؤاد سالم الذي وافه الأجل السبت المنصرم في
إحدى مستشفيات العاصمة السورية دمشق ، وسيتضمن الحفل التأبيني المذكور
إلقاء عدد من الكلمات التي تسلط الضوء على مسيرة الفنان الفنية ومواقفه
السياسية المشّرفة التي أبت أن تصطف يوما ً
مع نظام الطاغية البائد ونظام الفساد والتخلف الحالي الامر الذي جعله يقضي
معظم سنين حياته خارج العراق وظلت حنجرته تصدح للوطن والأرض وللإنسان
والحب والجمال ، وستكون هناك وقفة في محطات الفنان الزمنية المختلفة منذ
مغادرته العراق حتى لحظة وفاته حيث المحطات الصعبة التي واجهت فناننا
الكبير وهو يصارع الظروف في تأمين ملاذ آمن له ولأسرته فبعد ان استقر في
الكويت فور مغادرته العراق وبقائه هناك فترة من الزمن مالبث يبحث عن ملاذ
بديل بعدما غزا نظام صدام المقبور دولة الكويت وهكذا ظل يتنقل متأبطا ً
مشروعه الفني الذي إستطاع أن يرسخ اركانه عبر مجموعة من النتاجات الجميلة
التي مازالت لا تبارح ذاكرة كل من تذوقها سواء ً من جمهور العراق أو جمهور
بلدان الخليج العربي والجمهور السوري الذين خبروه فنانا ً ملتزما ً ومبدعا ً
جسّد عبر أوتار حنجرته اعذب الالحان التي مازلنا نرددها وأبلغ الكلمات
لعدد من الشعراء المرموقين كالشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ، ويأتي
تنظيم هذا الحفل بمبادرة من المنتدى الثقافي العراقي الامريكي بإدارة
الفنان قاسم ماضي بالتعاون مع إذاعة صوت العراق الجديد وسيشارك فيه نخبة
من الفنانين والأدباء العراقيين وفي الوقت الذي يستذكر فيه فنانو العراق من
المغتربين في أمريكا التي أقام فيها فترة من الزمن وشارك في أوبريت (
الشمس تشرق من هناك ) من إخراج د. عبد المطلب السنيد وتمثيل نخبة من
الفنانين العراقيين منهم الفنانة غزوة الخالدي والمرحومة الفنانة عواطف
إبراهيم إلى جانب عدد آخر من الفنانين المغتربين كما يستذكر الفنانون
العراقيون في كندا فنانهم الراحل عبر تنظيم مجالس العزاء والتأبين يبدي
هؤلاء إستغرابهم من تجاهل حكومة الفساد في تكريم هذا الفنان عبر تنظيم
مراسيم تشييع رسمية تليق بمسيرته الفنية الحافلة بالابداع وبمواقفه
الملتزمة حيال قضايا العراق ففي الوقت الذي تبادر الحكومة في نقل جثامين
بعض الأدباء والفنانين العراقيين من بلدان مختلفة وهم يستحقون ذلك نجدها
تتجاهل النداءات التي أطلقت بضرورة نقل جثمان الفنان الراحل وإقامة تشييع
مهيب يتناسب وقامته الفنية وعطاءه الفني ، لكن لا عجب في ذلك فهذه الحكومة
لا تؤمن بدور الفن والثقافة في تطوير المجتمعات وهي الملتحفة بإيقونتها
الدينية التي باتت تفرض أدلجتها الفكرية حتى في منفانا الأمريكي فها نشاهد
( سكيجات ) تسمى جزافا ً بالعروض المسرحية تخرج من عباءة رجال وفق
المواصفات التي يريدونها تاركين أهل الاختصاص دون أن توكل لهم مهمة ترسيخ
تقاليد مسرحية إغترابية تتناسب مع قضايانا العراقية والإنسانية فمشهدنا
الإغترابي الثقافي لم ينجو من سطوة هؤلاء وفرضهم رؤيتهم على القائمين على
هذا المشهد الذي لابد أن تتوفر له الأرضية المناسبة الصحية
لإطلاق العنان لخطاب فني وأدبي يلبي الحاجات الوجدانية للمجتمع واليوم إذ نستغرب هذا التجاهل الفاضح لحكومة الفساد والتخلف القابعة في المنطقة الخضراء نذكّر هؤلاء بأن الفن والثقافة هي هوية الشعوب والاوطان لايمكن التخلي عنها لصالح توجهات رجعية متخلفة ، والجدير بالذكر أن المنتدى الثقافي العراقي الأمريكي إحدى المنظمات الناشطة في مجال الثقافة والفنون التي تتصدى لمهمة تنشيط الواقع الثقافي في ميشيغن إلى جانب منظمات ومنتديات أخرى .
صادق العلي – ديترويت
لإطلاق العنان لخطاب فني وأدبي يلبي الحاجات الوجدانية للمجتمع واليوم إذ نستغرب هذا التجاهل الفاضح لحكومة الفساد والتخلف القابعة في المنطقة الخضراء نذكّر هؤلاء بأن الفن والثقافة هي هوية الشعوب والاوطان لايمكن التخلي عنها لصالح توجهات رجعية متخلفة ، والجدير بالذكر أن المنتدى الثقافي العراقي الأمريكي إحدى المنظمات الناشطة في مجال الثقافة والفنون التي تتصدى لمهمة تنشيط الواقع الثقافي في ميشيغن إلى جانب منظمات ومنتديات أخرى .
صادق العلي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق