شاقها لون السّماء ، أطلّت من نافذتها فهالها لون رصاصيّ يسربل القبّة ...
اكفهرّ وجهها وهي تتابع الظّلّ يكتسح كلّ شيء.
تنهّدت ... هاهو يطبق على أنفاسها مثل كلّ مرّة ، ضيق يلازمها منذ فقدت
الأرض زينتها...هو يعلم مدى حبّها للصّفاء كما يدرك أنّها عنيدة ولن تتوانى
في إيجاد المخرج.
تلك النّافذة التّعيسة لا بدّ أن توصدها وتئد خلفها أنياب اليأس التي تترصّدها كلّما
اقتربت.
هرعت إلى صناديقها العتيقة ، ولجت معبد الألوان ... تضاريس متناوبة ،متلاحقة ،
متزاحمة على فوهة ذكرى تفتح الأحضان لأمنية خجول خضّب السّواد قدميها
ولبس الضّباب وجهها فعَشِي البصر لكنّها تخوض المغامرة والأمل في يدها تتوكّأ
عليه فيقيها المطبّات والحفر.
كلّما تقدّمت حفّتها فراشات بألوان الطّيف ... هزّت الأجنحة فانساب النسيم عليلا يملأ
الصّدر ويُجلي الضّباب فتسقط الغشاوة....تنفتح العين على البهجة المفقودة...سماء ربيعيّة...
شمس درّة على جبين الأفق وشعاع يلثم الهَامَ فتنتشي القمم.
هناك ...عرس الذّات تستردّ البصر فتنفتح البصيرة ، ترى السّماء زرقاء صافية كما تشتهيها...
في عمقها يمرح حلم زاهٍ يُعمّد الإحساس فينبعث الكائن من عمق السّبات...يستشعر العزم ،
يعشق الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق