أبحث عن موضوع

الأربعاء، 10 فبراير 2016

البناء و الابداع الشعري في قصائد الشعراء الشباب ................ بقلم: أدهام نمر حريز // العراق


الشعر عندما يرسمه ( أحمد المالكي ) .

لن تنقطع سماء الابداع عن ارض العراق الجريح , فالنجوم في سمائه تتَلألأَ من اقصى الشمال الى ثغره في الجنوب ( البصرة ) الحبيبة .
ومن بين هذه النجوم اخترت اليوم الشاعر العراقي / أحمد عبد النبي المالكي ( أحمد المالكي ) من مواليد مدينة البصرة/1983 , وقصيدته بعنوان (حكمـة واحـدة , بأربـع ضـرورات ) لنتلمس جمالية النص الشعري والابداع في مكنونه و بنائه , التي ابدع في رسمها كلوحة من لوحاته الرائعة التي يداوم على رسمها فهو الانسان و الشاعر و الفنان .
يستهل الشاعر قصيدته ( حكمـة واحـدة , بأربـع ضـرورات
بالضـرورة الأولـى. .. (1)
بينـما
الكرسـي يَرتــجلُ الفـراغ
وحيــداً
كانـت الأجسـاد المُغـادرة
مُجـرد انفعـال
لا ....
يليـق بالفعـل. ...
في لوحة جميلة لونها بانفعاله الشاعري و مكنونه الفكري , وطرق فيها مسماراً للخيال يجعلك تفكر فيما بعد هذه الكلمة و السطور , وانت تنتقل بين هذه المشاهد التي حبكها ببساطة وعمق .
فلقد رسم الشاعر/أحمد المالكي ردة الفعل التي عانقت البال , فجعلت من الكرسي ينزل من صهوة الفراغ وكانه فارس يترجل من على فرسه , فتكون الإشارة للنبل الذي غادر تصرفات البشر , فجعلتها غير مناسبة كحال زماننا هذا .
ثم يكمل ( الضـرورة الثانيـة (2)
أعرفهــم ...
العالقـون بالوهـم
هكـذا. .. همسـت
عـزلة الكراسـي
دفء الأجسـاد المُغـادرة
غيـر قابلـة للحـفظ ...
يستمر بطلنا ( الكرسي ) بالترجمة , وهو ينقل لنا رموز و شفرات هذه اللوحة , أنه الوهم الذي ربطه الشاعر بالشعاع الذي يخترق الأجواء و يزداد به الدفء , فما عاد محتفظا به , كانه انطلق في السماء نحو سعف النخيل وهي تحتضن أرواح الشهداء , وحدهم هم الواهمون من يستمرون في الاحلام ومن يريدون البقاء في الحياة .
ثم ينتقل بصورة رائعة نحو مشهده الثالث وهو يرسم هذه الضرورة ( مـن يحتـفظ
بتـميمة الأجسـاد
لـهُ أن ... يحـرق جميـع التـعاويـذ
لا ....
رمـاد فــي الاتجاهات
ومحـراب الكراســي ....صـلاتـهُ
عنيـدة البــقاء ...
هنا الشاعر/أحمد المالكي يربط البقاء بنسف الخرافة , التي يكون الانسان لها عبدا , وهي التي تقيده عن التقدم نحو الامام وتجعله ممسوخا الفكر و طائش الخطوات .
ويجعلها رمادا يذري بها في الهواء , لتطير في كل الاتجاهات , وكانه ينادي بصوت عالي بحرية ( الكرسي ) .
وفي الضرورة الرابعة كان الشاعر أكثر وضوحا في ما يريد ان يصل له ( أضحــكُ
مـن بلاهــة الكراســي
حينـما تقــص لــي
قصـة الوفــاء ...
الكلمات هنا اختصرت المشهد , بصورة سلسه و هادئة و بسيطة , كانه ينتقل من مشهد الاثارة الى النهاية الباردة , لقد وصلنا نحو الهدف و نهاية اخر جزء و ركن في هذه اللوحة , وهي تعلن البلاهة ( الكرسي ) وكانه يتحدث لغيره , في زمن مات فيه الوفاء .


2016/1/31

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق