قدر الدنا كان العناء الكاربا
من فيه كم نطق المحال غرائبا
وترى البرايا في ذهول تكتوي
ضربت براح الوجد راحا نادبا
وعوالم باﻵه تنفث حزنها
أمست عيون العالمين سواكبا
عبرات دهر ﻻطمات في الورى
صبت مدامعها حدادا ساربا
وبﻻ فطام أرضعت حسراتها
كهﻻ وطفﻻ بالجوى وشبائبا
وتنهدت أرض الطفوف نواحها
ضرب اﻷسى منها فؤادا ﻻغبا
صرخاتها أخذت تصوغ قصائدا
نحر الحسين نداه كان الكاتبا
وتمايلت حنقا جوانح دهرها
للثأر قد ركبت مناه جنائبا
قد هدمت للظالمين عروشهم
سلت على الطغيان سيفا ضاربا
كسف وخسف ثم ريح صرصر
نزفت صخور القدس صرن عجائبا
وعلى أديم اﻷرض قد مطرت دما
مذ قد رأت تلك السماء معاطبا
للناس خط مدادها إنشودة
وبلحنها أشجت إماما غائبا
نادى بثارات الحسين عزاؤها
وسقى عياﻻ بالدموع زواغبا
وكأنه في ركب سبي يمتطي
عبر المدى صهوات طعن غالبا
ضجت بأهليها اعتلت أفراسها
ولكربﻻ زحفت تريد مطالبا
لبست دروع الحرب حركها اﻷسى
كل يراقب ذاهبا أو آيبا
جبربل دمدم غاضبا منه الجوى
ذرف الحمام مشارقا ومغاربا
في صمت دنيانا يدوي وعده
ولسانه للخصم كان مخاطبا
مهما شربتم من دماء محمد
عن ربه قد صاح فيهم نائبا
تكسي وجوه اﻵل حمرة نزفهم
وترى وجوه الشاربين شواحبا
وبهيمة اﻷنعام في فلواتها
ندبت ذبيحا في الطفوف عصائبا
ولسان حال عويلها بفصاحة
نادت لغاه خوالفا ونواصبا
لمحمد لم في ابنه ذبح مضى
أبدينكم أمسى الحسين مشاغبا
ميمون عز في تحد ما انحنى
بصهيله للنبل خط مراتبا
ساحات مجد صال في جنباتها
للجيش كان بحافريه مﻻعبا
قصد الخيام معزيا أﻵفه
بصداه يندب للرسول حبائبا
ذرف الدموع محمحما في دهشة
وازينبا قتلوا اﻹمام الراهبا
عيناه تحكي في الخدود وداعه
عذرا أبا اﻷحرار يصرخ ذاهبا
يرمي الجناة بنظرة فيها اللظى
ولقد بدا متوثبا ومراقبا
من نحر سيده تمرغ بالدما
وﻹجله في الطف قام محاربا
زفراته ألقت جموعا في الردى
صارت رماحا للعدى وقواضبا
ولفيض أحزان أقام عويله
بعزائه بات العزاء مساربا
نحو الفرات بلوعة حث الخطى
مع غضبة اﻷكوان أمسى غاضبا
ستار الكعبي
في الثاني من محرم
16 تشرين أول 2015
هذه ابيات من القصيدة
في الثاني من محرم
16 تشرين أول 2015
هذه ابيات من القصيدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق