تُراني أجري مسرعة لاهثة ..
ممن ..؟
لا أحد ورائي ..
زحمة الافكار تطرحني ارضا ..
لا أرى امامي نورا ...
رباه ..رأسي تأكله الفوضى ..
أدركني ..
قُمتُ زاحفة لا أتمكن من السير ..
ساقاي تؤلماني ..
قدماي تنزفان ..عيناي تنزفان ..
أين أنا ؟
انهم يبحثون عني ..!
أشباح شيطانية سوداء تقاتلني ..
فأبحث عنك ..لابد أن أجدك ..
لم لا أراك !!..
أصرخ أين أنت ؟
أعليَّ أن أدخل ألبحر ..كي أجدك ؟..
سأغرق لااعرف السباحة ..!
هل رحلت؟!
لاخيار امامي ..سوى البحر!
أخذتُ أدخل متحسسةً الماء زاحفة ً...راجفةً ..خائفة..
تتسلق الأمواج على جسدي ..بنعومة !
فهدأت..
كانت يدا تسحبني للبحر بروية ..!
وصوتا يهامسني: تقدمي ..لا خوف،
وأخذتُ أغوص ..
وعلا الماء رأسي ..
فتحتُ عيني فهي بخير ..
ورأسي كان كطائر النورس
يتلفت حوله باحثا عن صيده في البحر ..
لم أغرق ..والماء يلاطفني ..
ماأوسع البحر ؟ ماأجمله ؟
ماؤه وديع لم يبتلعني !
كنت أسبح وتملكني فرح ..
وانا اتلفت ابحث عنك ..
أشعر بك قربي ..فأضحك ..
أنظر باحثة عن اليابسة ..
لا أشعر بالخوف ..
كأن يداً خفية أخذتني بعيدا عن خوفي ..
عن تلك الاشباح السوداء المُهلِكة ..
قُلت:
ُ لن أعود سأبقى في البحر ..
واعلم انك تسبح فيه ..
وسأصل اليك ..
أو ربما ستصل انت إلي ..
فأفرح وأضحك..
ايها البحر المُتنفذ فيَّ ..
ملكتَ أمري ..لستَ كالبحار ..
مياهك ساكنة ..طعمها حلو ..
امواجك تحملني كي لا اغرق ..مَن انت بوركت ؟
كنتُ أُكلم البحر فكان الموج يلاطفني مجيبا بقطرات يرميها علي ! فارتاح ..
واتلفت باحثة عنك ..اني اشعر بك قربي ..فأضحك ..
وتدفعني الامواج المتلاطفة قُدُماً..بحراً بلا حدود ..
اسبح بلا معرفة ..بلا تعب ..
بلا جوع ٍ بلا عطش ..
فماؤه حلو عذب ..اني أتساءل ..أين أنا ؟..
ربما أحلم ..فيلاطفني البحر بقطرات ..وأشعرُ بك بقربي ..فأضحك ..
حينها شعرتُ بالسلام مع نفسي ..هادنتها..
أيها البحر الغريب ..مِنَةً من الله انتَ ..
حَملْتني مأموراً لأبحث عن نفسي ..عن سكوني ..
تريدني أن اعود ..لا لن أعود حتى ألقاه ..
ساظل ابحث عنه ..فاني أشعر به بقربي ..
وانت بحر ..أخاف عليه الغرق ..
سَرقتْني موجةٌ من البحر لتحملني عاليا فكانت كَيَدٍ بُسِطَتْ لِتَضعني على الارض ..
عندها رأيتُ الظلمة قد تبددت ..
ونور ساطع ملأ كل شيء حولي ..
لا خوف داخلي ..
لا أشباح تلاحقني ..
ورأيتُكَ هناك ..
تقف من بعيد ..
تنظر الي ..لكني كنتُ أشعر بك قربي فأضحك!
تهمسُ لي فاسمعك ..
قُلتَ:
كنتُ معكِ بقلبكِ.. هو المستودع ..
هل ترين الان لاشيء ..لا خوف .
رأيتكَ مددتَ يدكَ اليَّ من بعيد ..
فوجدتُ نفسي ممسكة بها بقربكَ ..
مَن انت َ؟ كيف يمكن؟نظرتُ في عينيك ..
فتذكرت ..
رأيتهما منذ عشرين عاما ربما ..
فأحببتهما ..وكأني أنظر الى حجرٍ كريم ..
اه ايتها الذكرى امنحيني هذه الليلة ماتستطيعين من عمري قبل عشرين عاما ..وأحفظي ما أقول ..
وردديه بعد زوالي عن الوجود..
في قلب كل من يدخل هذا البحر المبارك ..
ولكل من يسمع صوت الهمس ..
دعيه يعلم انه همسي ..
فلن تعود سنيني ..
لقد رحلتْ ..بعيدا مرمية على ضفة البحر..الاخرى .
لابأس ..إني بخير ..
زال خوفي ..زالت شياطين السوء عني ..
ربما سأرقد بهدوء .
لكن أوصيك ..ايتها الذكرى ..بعينيه .
حلَّ المساء ..سأمضي ..
وربما سيُشرقُ الصبحُ على وجهي ..
ولكني سأتركُ لكِ حنيني ..فأحفظيه
فقد تنازعت نفسي وقلبي ومقلتيَّ ..
فليس من بُدْ..
مضى مامضى ..وروحت نفسي الامال ..
والليالي المضيئة بنور القمر ..
لا أدري ربما ستحكي الاقدار في امري ..
وسيكون لي معها سفر .
اعلم أمسي ..ويومي ..وأستحلف غدي بالقدوم ..
فقد تأتيني حبيبي نسمة منك بخبر.
....................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق