أبحث عن موضوع

الأحد، 25 يناير 2015

ليلُ المنافي .......................... بقلم الشاعرة : خديجة السعدي /// العراق





على مقعدٍ حجري كبير
جلسَ المنفي يتأملُ شساعة البحرِ.
أشرعةُ السفنِ، راياتٌ تخفقُ في القلبِ
في المنفى الليلُ طويلٌ.. طويل
ونجومُ السماءِ طائراتٌ مُغادرة
في ساعةٍ متأخرة من الليلِ
يتركُ المَنفيُ مكانه،
يستقل قطاراً،
يتذكّرالشرفةَ المظللة في حاناتِ بغداد الليلية
وبصمتٍ حزين يتوسّد أنفاسَ دجلة
ويته في فكر شريد.
الغريب يجترُّ آلامه بصمتٍ،
يغرقُ في حبِّ الوطنِ
الأجسادُ تتوهجُ في الشوارعِ والطرقات
وفي السماءِ تتناغمُ وتتعانقُ الأرواح
في دروبِ الوطنِ المَسبيّ بالحروب
الوجوهُ شاحبة كأوراقٍ باهتةٍ من أوراقِ الخريف
تعيشُ لحظاتِ موتٍ بطيء
القلوبُ تنوءُ بتعبِ الأيامِ، تشتعلُ لهفة للخلاصِ
ومع حرارةِ الدم المسفوحِ، يبزغُ فجرٌ من وسط الظلام
للمنفي، والغريب، وجود آخرمغمور في ماضٍ قديم
مفرشٌ ومتكأٌ، وانبذةٌ مُعتقةٌ، وجلساتٌ ظامئة
يائسٌ من فعل الأجدادِ، ومن أثر الفعل المُريب
يدركُ معنى الرقص ما قبل الرحيل
فيه رغبةٌ واعيةٌ لتعقبِ سيرورة الأشياءِ
بإلتذاذٍ زائدٍ وكبير، ينثرُ البعيد في موقد الوطنِ
بذور ميلادٍ، وفعل جديد،
وبألفِ جنحٍ هائمٍ يطير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق