** فارهــة الطول هي ، شامخة إلى السماء ، تستمد كبريائها من عمـق الماضي القـديم ، صوتها يجذبك إليها شديدا ، وإذا اقتربت فهي الفاتنـة الساحـرة ! ، خطوط العمر علي وجهها لم تستطع أن تمحو جمالــها ، فما زال هذا الجمال يغريك بالاقـتراب ، ورغـم نوائب الدهــر تلمـح في عينيـها تحد عبقـري ، صفاء نفسـها لا تدرى إن كان النهر الذي تقيــم فوقــه أمـدهـا به أم هي التي وهبت للنهـر صفائـه ؟!!
يحكي الجيران أنها ما حنت رأسـها يوما، ودوما تبعث بأبنائـها إلي حيث يأتي صوت المستغيث، حتى في اشد حالات كربـها وحزنـها كانت شـفتاها تنفرج عن ابتسامة تحد وشـموخ !
بالأمس خرجت تلتحـف الصـبر ، وتدوس في طريقـها علي أشباه الرجـال ، تدفـع بكلتا يديـها كلاب الزمن الرديء ، ورغم عضة الجـوع تأبي أن تمد يدهـا لخبز الهـوان المخلوط بالكرامات التي بالت عليها الكلاب ؟؟!! يلمحـها أبنائـها ، يتحلقـون حولـها ، يمسحـون عن وجهها تراب الأرض ، يسقـونـها رحيـق دمائـهم كي لا تسقط من بين أيديـهم ، تتساقط من عينيـها – مع نحيبها – دمعـات تختلـط بتراب الأرض ، وسرعان ما ينبت من الخليط شـموخ ، ومن صـوت النحيـب نشــيد يتغنى به الذين لم تدنـس ضمائرهم بعد ، ويصم كل اللصوص والمخنثــين آذانـهم عنه .
تسمع صوت المـؤذن فتشكــوا للسـماء خنوع أبناء العمـومة !!؟؟ وبعد أداء الصلاة تسير في الطريق كعاليات نخيلها لتغسل وجههـا بضـوء القمــر.
تلك هي ... بغداد
تمــــت ،،،
عبد الغنى أبو عريف
1/4/2003
1/4/2003
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق