كم قطفنا من النجوم ، كي نمد سكك الارتجاج من مدينة الضوء إلى مدينة حضن البحر ...
كم من أغنية وزعناها ،كي نوقظ الليل من نعاسه على أبواب المدن المتسللة من صراخ القمر ، عندما ينحدر صوت المغنية نحو الارتياب ...
كانت تتلو الأغاني من اجتهاد الوجوه التي مسحت ملامحها ، حين غفا الليل على أوراق شجر التين ...
كان صوتها معلبا بالجدران ، عندما تنتهي ساعة الضوء المعلقة على تباشير الانتشاء المحطم بهمس الريح المبشرة بفاقة الروح ..
قد حصلت على كل مواسم القلب دون تبدل في مذاق الروح المأخوذة بالانتماء ..
تبقى تسكن شرايين الخريف دون سؤال ...
بقيت تشرب قهوة صوتها ، حتى أطعمت ندب الحنين إلى شفاه الجذوع التي أدمنت مواسم الخريف ...
كان هناك احتضار إلى النجوم ، وهي تغسل دم الضوء بتمزيق جيوب النهار بمنشار انتباه الآخرين بالصوت الوحيد لأنفاسها ...
تجمع الغرور من سقوط ظل طيفها على الزجاج المجروح بسيوف البرد ، حيث كان الذباب يرمي أجنحته على الزاوية القصية في مستعمرة أحلامها السائحة ،إلى برك أدمنت الظلال على كفوف العطش ...
لم يكن هناك احتشام من الهواء الهارب من دفء دخان لفائف محطات الانتظار ...
روحي تصير كالنسر حين يغيب الوجد في حضورنا هنا ...
أعد أصابع الليل هربا من الضجر المسافات المارة على أجنحة أضلاعي ...
أعاشر الغيم الذي انتحر بوجع الموج ...
أمطر على كفي ، كي أغسله من رماد الوهم القادم من مواسم عصورها الدامية بكل عناوين احتراقها دون النار ...
يدب نمل البرد في ارتجاف عمري ...
أعبر فصولي دونها أؤشر فصول الشتاء المحترقة بين حنايا وجدي ، كي أغافل الذاكرة بمعطف النسيان ...
أدمن الخيال لأعبر قارات التوجع إلى الوخز الأخير من الذكريات ،التي اغتسلت بركود الزمان على أردية الفراق الواعي بخطوات الوهم ...
أؤشر الدروب إلى روحي ، من أجل أن احدد بياض هجرة الطيور التي أدمنت الرحيل إلى أنفاسي ، التي تلتحف حقيقة الذات الطيبة في كل مواسمها ، دون تردد دون تراجع كي تلامس السماء في كل أوقاتها ...
تنتمي إلى اليقين بأني حاضر في روحي قبل أطراف المكان ...
قبل سقوط الضوء في تنور الطوفان .
وقبل ....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق